|


سعد المهدي
ما قاله لي صديقي الهلالي
2018-08-21
فوز الهلال ببطولة لا يعني أكثر من رقم في الغالب، يقوم بعده آخرون غيره. تصور أن نادياً تأسس سنة 1957م حصل على ثلاث بطولات "كأسي الملك وكأس ولي العهد" ولم يبلغ عمره السابعة، كانت هذه الكؤوس حينها هي كل ما تملكه خزائن أندية الرياض العاصمة، تلك واحدة من أسرار شعبيته التي توسعت بالبطولات والنجوم والرموز دون عد، من حي الظهيرة حتى وصوله للعريجاء!

صديقي الهلالي المخضرم قال لي: إنه عاش مولده بأهازيج فرحة الهلال بكأسه الأولى، وأمضى حياته بأمجاد بطولات الزعيم بولادة أحفاده عمراً طويلاً والبهجة لا تفارقه، لكنه لايخفي تململه أحياناً بعد هذا العمر من مصاحبة "جن الملاعب" كما لا يمل من هذه التسمية التي يرى أنها الأصلح لذلك الشبح الذي حيّر خصومه وأعجزهم التفتيش عن أسرار بطولاته وتلبسه لكل من اقترب منه وخاواها!

يحاول أن يتذكر فيقول: لماذا تبقى روح الهلال ساكنة لا تفارق من ارتدى قميصه ولو لتسعين دقيقة؟ كيف أصبح النور موسى والكبش والعمدة وبشير وريفالينو والإمام وصولاً للشريدة والدعيع حتى تياجو والتايب وويلهامسون مروراً بمدربين مثل جورج سميث وكندينو وأوسكار وجيريس وغيرهم يحسبون على الهلال رغم أنهم قدموا من أندية أخرى، وبعضهم غادره ليلعب لغيره دون أن ينقطع حبلهم السري من رحم الهلال؟ كيف وقد غيّر الاحتراف طبيعة العلاقة حيث ظلوا هلاليين عشقاً، وهل ذلك هو ما جعلنا نشعر ليلة السوبر اللندني وكأن إدواردو وعموري وبوتيا والحبسي دفعة حب جديدة في بنك العشق الأزرق؟

قلت له إن تلك مشاعر أنصار كل الأندية، قاطعني سريعاً: لا أعتقد، أعرف أن كل جمهور يحب ناديه ويظن أن ما عند غيره عنده، أحترم ذلك لكن الواقع غير، وهو أن الهلال يبني القادمين إليه على أرضية واسعة وصلبة من مواهبه التي صنع منهم نجوماً، وحقق بهم البطولات والشعبية، هذا أنتج ثقافة وشخصية بطل جعلت منه أرضاً خصبة ينبت فيها كل غرس أياً كان منشأه يتفتح ويزهر يتشبث بأرضه يكتسي لونه إن عاش فيه أو فارقه، هل يخالجك شك في أن ياسر القحطاني لم يلعب إلا للهلال فقط؟ حسناً سأتركك حتى يعتزل الشهراني والبليهي لتجيب على سؤالي!

بعد أن بدأ الهلال الموسم الكروي الموعود ببطولة السوبر أمام الاتحاد، تأكدت جماهيره قبل منافسيه أن إيقافه عن حصد البطولات لا يتحقق بالمناكفات أو بالتشكيك والمهاترات، الأمر يحتاج إلى التصالح مع الواقع، والبحث عن طرق التنافس داخل الميدان بكل ما يحتاج له ذلك من معرفة وخبرة وعمل وقدرة وحكمة.