"1"
ركض،.. ركض طويلًا، وكان كلّما حلّ به التّعب، هرب منه بالتذكّر أو بالتخيّل!، تذكّر ياما وتخيّل ياما!..
ـ يتذكّر ماضيه أو يتخيّل مستقبله. يُحسَبُ على التذكّر والتّخيّل أنهما كانا يُقلّلان من سرعته، لكن يُحْسَب لهما حمايته من الاستسلام ومنعه عن التوقّف!. أنْ تركض بسرعة أقلّ خيرٌ من رفع الراية قبل الغاية!.
ـ لم يكن معه أحد في السباق غيره، كان يسابق نفسه والزمن، ولأنه لا يعرف حدود الزمن، يمكن القول أنه كان يسابق نفسه!.
ـ حين يتذكّر تكون نفسهُ وراءه بقليل، وحين يتخيّل تكون نفسهُ قُدّامه بقليل، مِنْ حُسن حظّه أنه وُهب نَفْسًا لا تُنكر الصح ولا تقطع حبل وِصَال!. لا تتأخر عنه بمسافة طويلة بحيث لا يعود قادرًا على الاستئناس بمئونة حكاياتها، ولا تتقدم عليه بمسافة بعيدة بحيث ييأس من اللحاق بها!.
ـ كانت نَفْسًا طيّبةً، وفي ركضه اختبر ذلك جيدًا، إنْ أسرع أسرعت لتخصيب الرغبة وإحياء الطرافة في المنافسة، وإنْ أبطأ خَفّفتْ، وظلّت قريبة منه بمسافة تسمح دائمًا بمناولته قارورة ماء، يشربها لعطشٍ أو يرشّها فوق رأسه ترطيبًا وتخفّفًا من عَرَق، شرب كثيرًا، وسكب أكثر!.
ـ على جانبيْ الطريق، وأحيانًا في الطريق ذاته، رأى صخورًا وطيورًا وأشجارًا وماشيةً وأدوات من صنع البشر، وبشرًا، وأشياء أخرى. استثمر ما قَدر عليه مما رأى في تأجيج ذاكرة أو تحفيز حُلم، أجّجَ وحفّز!.
ـ تعلّم، لطول المسافة، كيفيّة توزيع الجهد على الوقت، تمرّس في التوزيع وتفنّن، صار أدرى وأعرف!.
ـ وأخيرًا وصل. قيل أنه وصل، يُحكى في خيالات الحكايات أنه وصل، ذلك لأن آخر العهد به أنه كان يركض، لا بد أنه وصل!.
"2"
ـ نتكلّم كثيرًا. في كل كلام ثرثرة وتطويل، أليست الحكاية، كل الحكاية، أنه:
ـ ركض. تذكّر. تخيّل. وُهبَ. اختبر. شرب. سكب. أجّجَ. حفّز. تعلّم. تمرّس. تفنّن. وصل "قيل أنه وصل"؟!
ركض،.. ركض طويلًا، وكان كلّما حلّ به التّعب، هرب منه بالتذكّر أو بالتخيّل!، تذكّر ياما وتخيّل ياما!..
ـ يتذكّر ماضيه أو يتخيّل مستقبله. يُحسَبُ على التذكّر والتّخيّل أنهما كانا يُقلّلان من سرعته، لكن يُحْسَب لهما حمايته من الاستسلام ومنعه عن التوقّف!. أنْ تركض بسرعة أقلّ خيرٌ من رفع الراية قبل الغاية!.
ـ لم يكن معه أحد في السباق غيره، كان يسابق نفسه والزمن، ولأنه لا يعرف حدود الزمن، يمكن القول أنه كان يسابق نفسه!.
ـ حين يتذكّر تكون نفسهُ وراءه بقليل، وحين يتخيّل تكون نفسهُ قُدّامه بقليل، مِنْ حُسن حظّه أنه وُهب نَفْسًا لا تُنكر الصح ولا تقطع حبل وِصَال!. لا تتأخر عنه بمسافة طويلة بحيث لا يعود قادرًا على الاستئناس بمئونة حكاياتها، ولا تتقدم عليه بمسافة بعيدة بحيث ييأس من اللحاق بها!.
ـ كانت نَفْسًا طيّبةً، وفي ركضه اختبر ذلك جيدًا، إنْ أسرع أسرعت لتخصيب الرغبة وإحياء الطرافة في المنافسة، وإنْ أبطأ خَفّفتْ، وظلّت قريبة منه بمسافة تسمح دائمًا بمناولته قارورة ماء، يشربها لعطشٍ أو يرشّها فوق رأسه ترطيبًا وتخفّفًا من عَرَق، شرب كثيرًا، وسكب أكثر!.
ـ على جانبيْ الطريق، وأحيانًا في الطريق ذاته، رأى صخورًا وطيورًا وأشجارًا وماشيةً وأدوات من صنع البشر، وبشرًا، وأشياء أخرى. استثمر ما قَدر عليه مما رأى في تأجيج ذاكرة أو تحفيز حُلم، أجّجَ وحفّز!.
ـ تعلّم، لطول المسافة، كيفيّة توزيع الجهد على الوقت، تمرّس في التوزيع وتفنّن، صار أدرى وأعرف!.
ـ وأخيرًا وصل. قيل أنه وصل، يُحكى في خيالات الحكايات أنه وصل، ذلك لأن آخر العهد به أنه كان يركض، لا بد أنه وصل!.
"2"
ـ نتكلّم كثيرًا. في كل كلام ثرثرة وتطويل، أليست الحكاية، كل الحكاية، أنه:
ـ ركض. تذكّر. تخيّل. وُهبَ. اختبر. شرب. سكب. أجّجَ. حفّز. تعلّم. تمرّس. تفنّن. وصل "قيل أنه وصل"؟!