|


مدرب أبطال العالم يحكي قصة الإنجاز بالكامل

الخالد: استفزونا وهزمناهم بخماسية

حوار: عبد الغني عوض 2018.08.25 | 01:49 am

على الرغم من أنه بدأ حياته الكروية مدرباً لأندية مغمورة مثل المحمل وسدوس والدرعية والحمادة، وانتقاله إلى قيادة ناشئي الشباب، والأولمبي والأول في الهلال، ثم منتخب الصم إلا أنه بات من أشهر مدربي السعودية بعد فوزه ببطولة العالم للمرة الرابعة على التوالي مسجلاً اسمه في سجلات الشرف والتي لم يسبقه إليها أي مدرب سعودي من قبل، عبد العزيز الخالد مدرب المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة، والفائز بكأس العالم والتي أقيمت في السويد أخيراً، استضافته "الرياضية" في حوار لا تنقصه الصراحة، حيث كشف عن أسرار وخفايا كانت سبباً في تتويج لاعبيه بأكبر بطولة عالمية، معلناً إعجابه الشديد بالأبطال أصحاب الإنجاز بالتزامهم وإخلاصهم اللا محدود، مطالباً بالاهتمام والدعم المتواصل بهم حتى يستمر عطاء هذا الجيل الذي رفع شأن الوطن في المحافل الدولية.



01
كيف تم تجميع اللاعبين قبل البطولة؟
التجميع كان امتدادا لمنتخب 2002، بدليل أن قائدي الفريق عبد الله الدوسري وعمر كسار ما زالا موجودين حتى الآن بالفريق، بعد ذلك بدأنا تجميع اللاعبين من مراكز التدريب الخاصة والعديد من الأندية والأحياء حسب انطباق شروط الاتحاد الدولي واللجنة البارالمبية على اللاعبين حتى وصل العدد إلى 40 لاعباً تم تصفيتهم خلال المعسكرات التدريبية إلى 22 لاعباً مثلوا المنتخب السعودي في مونديال السويد.



02
كم معسكر خاضه الفريق قبل المونديال الأخير؟
أقمنا أكثر من معسكر في الرياض ومدن أخرى داخل السعودية لكن المعسكر الأساسي أقمناه في التشيك قبل البطولة مباشرة واستمر 20 يوماً خضنا فيه 3 مباريات مع أندية تشيكية من الدرجتين الثالثة والرابعة حققنا الفوز في مباراتين وتعادلنا في لقاء والأهم من الفوز هو مدى تطبيق البرنامج المحدد بالحرف.



03
وما المعايير الفنية لاختيار هؤلاء اللاعبين؟
يتم اختيار اللاعبين على الجانب البدني والمهاري وقدرتهم على التكيف مع المجموعة وإمكانياتهم المهارية، فليس كل لاعب جيد لديه القدرة على التكيف مع المجموعة والتزامه في التدريبات والمباريات بغض النظر عن مستوى أعمارهم السنية.



04
ماذا تقصد بمستوى الأعمار السنية؟
لا نضع سناً محدداً لاختيار اللاعب بدليل أن الفريق يضم لاعبين تترواح أعمارهم ما بين 18 و19 و20 و28 عاماً وهناك بعض اللاعبين تعدوا الثلاثين، المعيار لدينا توافر الشروط الدولية والفنية في اللاعب ولا يهمنا عامل السن طالما اللاعب جاهز مع أننا نراعي الخبرة وما يحمله من مشاركات دولية لذلك نتغاضى عن بعض الأمور البدنية مقابل الخبرة والقدرة على التألق والتعامل مع الضوابط القاسية، ومتوسط اللاعب في المنتخب يترواح ما بين 23 إلى 27 عاماً.
05
هل هناك فارق في التعامل مع لاعبي الاحتياجات الخاصة عن غيرهم من اللاعبين العاديين؟
بالطبع، لابد من غرس الجمل الفنية بالتكرار والتركيز وكثير من التعود على الانضباط والتدريب الجاد بصورة مستمرة لأن هناك فرقاً في العمل بالأحياء والمراكز والأندية مع العمل في المنتخبات، لأن المنتخب يجب أن يكون أكثر التزاماً وانضباطاً وتأقلماً مع المجموعة الكاملة والدمج بينهم ومنافسة زميله بشكل إيجابي حتى لا تنشأ المشكلات.



06
وما أبرز المشكلات التي واجهتك مع اللاعبين؟
هناك عوائق كثيرة مثل تباعد مناطق إقامة اللاعبين يعوق إقامة المعسكرات، وأيضاً ظروف اللاعبين الاجتماعية تحتاج إلى اهتمام ورعاية ومتابعة دقيقة وكذلك الظروف المادية لهم تسبب أزمة كبيرة فهناك لاعبون لا يمتلكون سيارات خاصة ليصلوا بها إلى المران.



07
وكيف تغلبت على هذه العوائق؟
تدخل المسؤولين ومتابعتهم للاعبين ودعمهم خفف كثيراً من الأعباء التي أثقلت كاهل اللاعبين، لكن اهتمام المستشار تركي آل الشيخ رئيس الهيئة العامة للرياضة، وأحمد المقيرن مسؤول اللجنة البارالمبية ذلل كثيراً من الصعاب التي صبت في صالح اللاعبين.



08
وما دور الجهاز الفني في متابعة اللاعبين خارج الملعب؟
يوجد تواصل مستمر بين اللاعبين والجهاز الفني لمتابعتهم والحفاظ عليهم والتعرض لأي مشكلة قد تواجههم مثل مشاكل العمل، فهناك لاعبون يعملون في شركات وتتضارب مواعيد عملهم مع مواعيد التدريبات فنضطر للتدخل لتغيير مواعيد وورديات اللاعبين مع شركاتهم، فبعضهم يعمل حارس أمن حتى نظفر باللاعب ليحضر مرانه، وتعاون الكثير منهم معنا والبعض رفض وهو ما أفقدنا مشاركة الحارس الأساسي للمنتخب في نهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل لتعارض دوامه مع مشاركة المنتخب.



09
حدثنا عن مشوار المنتخب في البطولة؟
خضنا ثلاث مباريات في دور المجموعات، فزنا على روسيا 5ـ1 وعلى اليابان 1ـ0 وتعادلنا مع بولندا دون أهداف وتصدرنا المجموعة بفارق هدف عن بولندا وفي دور الأربعة حققنا الفوز على فرنسا 4ـ1 وتوجنا باللقب بعد الفوز على الأرجنتين 2ـ0 في المباراة النهائية.



10
ما أهم فوز حققه المنتخب السعودي في البطولة؟
الفوز على روسيا أعده أهم فوز على الإطلاق في البطولة لأن اللاعبين تعرضوا لضغط نفسي وعصبي كبير من لاعبي المنتخب الروسي قبل المباراة حيث رفع الروس علامة قبضة اليد في وجوه لاعبينا إشارة منهم بهزيمة المنتخب السعودي الأول بخماسية في كأس العالم الأخيرة، والحمد لله رد اللاعبون عليهم بخماسية أيضاً وثأرنا للأخضر.



11
وما أصعب مباراة قدمها المنتخب السعودي في مشوار التتويج؟
بالتأكيد المباراة النهائية أمام الأرجنتين لأن الفريق المنافس استخدم معنا كل أنواع الخشونة المتعمدة والضرب بكرة ودون كرة والحكم فشل في حماية لاعبينا وهو بلا شك فريق قوي صاحب تكتيك عال وسيطر كثيراً على مجريات المباراة إلا أننا تمكنا من إحراز هدفين من كرتين ثابتين حققنا بهما الفوز في مباراة عصيبة للغاية.



12
ما أسباب الفوز باللقب؟
الإحساس الوطني للجميع وهو ما ترجمه اللاعبون والجهاز الفني بأداء النشيد الوطني للسعودية بعد كل تدريب، ما ألهب حماس اللاعبين لرفع علم بلادهم عالياً، وكذلك التزام اللاعبين وانتظامهم في التدريبات ومشاركة اللاعبين أنفسهم في ترتيب حياتهم بتخصيص لاعب لقيادة كل مجموعة مسؤولة عن كل أمورهم من تجهيزات الملعب للأدوات للصلاة والأكل والنوم، فكنت أتعامل معهم وكأنهم لاعب واحد، إضافة إلى خبرة بعض اللاعبين وثقتهم في أنفسهم باعتبار أنهم أبطال العالم وجاءوا ليحافظوا على اللقب.



13
من أبرز اللاعبين في البطولة؟
عبد الله الدوسري وعمر كسار وأحمد بو هلال وليد صالح يحيى شراحيلي أعدهم نجوماً فوق العادة مع بقية زملائهم الذين تفوقوا على أنفسهم وأثبتوا أنهم أبطال العالم بجدارة واستحقاق.



14
ماذا بعد إحراز بطولة العالم؟
أنتظر اهتماما واسعا من المسؤولين باللاعبين وتوفير حياة كريمة لهم وتكريمهم وتجهيزهم من الآن إلى كأس العالم 2022 للمحافظة على اللقب للمرة الخامسة وهو أمر ليس مستحيلاً لأنه عندي قناعة أنني أستطيع الفوز بلقب بطل الكرة الأرضية والكون بهؤلاء اللاعبين.



15
ما الذي تخشاه؟
أخشى من إهمال هذا الفريق وعدم تجهيزه بشكل مناسب للبطولة المقبلة، فما زال أمامنا 4 أعوام أتمنى أن يجد اللاعبون كل الدعم والتشجيع والمساندة للحفاظ على من رسموا البهجة والفرحة على قلوب الجماهير السعودية.



16
ماذا يمثل لك أن تكون على رأس مدربي العالم؟
يمثل لي الفخر ببلدي وبكوني مواطناً سعودياً، فليس المهم أن تفوز في مباراة أو أن تحصد بطولة العالم لكن الأهم عندي هو ما صاحب هذا الإنجاز من سلوك تربوي سليم يساعد هؤلاء اللاعبين على الخروج من ظروفهم الصعبة أو إهمال المجتمع لهم أو نظرة الآخرين إليهم، الفوز يمثل لي طوق نجاة لهذه الفئة ليشكلوا حياة جديدة لهم تقوي عزائمهم وتغير سلوكياتهم مع الآخرين إلى الأفضل هذا هو منظوري من الفوز ببطولة العالم.
17
هل نال الحدث الكبير اهتماماً إعلامياً يليق به؟
نعم أحمد الله على ما رأيناه من اهتمام جميع القنوات الإعلامية المقروءة والمرئية والمسموعة بالبطولة وكلنا راضون كل الرضا عن الدور الإعلامي الذي قامت به الصحف والقنوات التلفزيونية.



18
من المدرب الذي تعجبك طريقته وأداؤه التدريبي؟
أختلف مع المدربين الأجانب في فرض سطوته على شخصية اللاعب وجعله آلة تدار وتجري وتنفذ فقط، والمدرب البرازيلي يعجبني فيه اهتمامه بالنواحي المهارية التي تهدف إلى المتعة الكروية إلا أنني أشيد بالناحية الانضباطية لهؤلاء المدربين، وفي النهاية أنا أميل إلى المدرب العربي لذلك أعد المدرب المصري حسن شحاتة من أكفأ المدربين الذين تعجبني بصماتهم وأسلوبهم وطريقة تعاملهم مع اللاعبين.



19
هل تنوي إقامة مباراة مع المنتخب السعودي الأول؟
على سبيل التكريم أو الترفيه لا أمانع، أما مواجهة الأخضر بشكل مباشر غير مقبول طبعاً نظراً للفوارق الكبيرة بين مستوي وأداء الفريقين، ولكن يمكن ملاقاة منتخب الشباب.
20
بم تحلم؟
برفع علم بلادي في المحافل الدولية والحفاظ على هذا الجيل الذي يحتاج من الجميع الوقوف خلفه ودعمه ومساندته ليكمل مشوار المحافظة على عرش العالم الذي نعتبر أسياده بعد تحقيق البطولة للمرة الرابعة على التوالي.