|


سعد المهدي
ما يجري.. عملية جراحية كبرى
2018-08-26
في موسم 2013م علق أحد خبراء الاقتصاد على ما أنفقته الأندية السعودية في حينها وبلغ أكثر من 278 مليون ريال مقابل استقطاب أجانب ومحليين.. إن الأندية تصرف الملايين دون دراسة، وإن هذه الصفقات لو تمت بناءً على دراسة جدوى وخطط قائمة على الاعتماد على اللاعبين الصغار لكان أفضل، وزاد أن ما حصل هو دليل على سوء إدارات الأندية تسبب فيه غياب المتخصصين في الشأن الاقتصادي لهذه الأندية.

اليوم الأندية صرفت أضعاف هذا الرقم على الرغم من أنه لم يتغير شيء داخل منظومتها الإدارية، ولم تلمع أي أفكار اقتصادية تشير إلى إمكانية أن تستعيد به ما صرفته أو جزءًا منه وتستثمر في مقدراتها الأخرى من لاعبين ومنتجات وشعبية ومناسبات وتاريخ فهل ما جرى يجرى خطأ؟ الجواب لن ننتظره من المتخصصين في الاقتصاد الذين لا علاقة لهم باقتصاديات الرياضة كصاحبنا "الخبير الآنف الذكر" ولا من لا يملكون أفقا يمكنهم فهم أبعاد أخرى اجتماعية وسياسية لا يجب تجاوزها حتى يمكن للتصور أن يكتمل ومن ثم المعرفة والحكم!

الدوري السعودي يراد له أن يكون دوري نجوم، وأن يرتقي إلى مصاف أفضل عشرة دوريات في العالم، وهذا لا يتأتى إلا بالقيام بعملية جراحية كبرى، بالطبع مكلفة لكن إن نجحت ستستعيد كرة القدم اللعبة ومسيريها واللاعبين والملاعب والمنتجات "عافيتهم"، وهذا لا يقدر بثمن هذا من جانب، أما الآخر فهو ما على القائمين على الأندية أن يتحملوه في مثل هذه المرحلة من عمل يتسق مع التطلع ويحقق الهدف، وهو ما يجب أن يكون هم جهات الرقابة والإعلام بحيث ينتقلون من: كم تم صرفه إلى سلامة أوجه الصرف ونسبة المساهمة في تحقيق الأهداف؟!

أهل الاختصاص من الاقتصاديين إن كانوا ممن على تماس مباشر بالرياضة بتفاصيلها وملفاتها وكواليسها، ومن خبروا تحولاتها ومحطاتها في العالم ونشأتها وظروفها وما يراد لها أن تصل إليه في الداخل، يمكن قبول وفهم توصيفهم للمرحلة التي تعيشها كرة القدم اليوم وما يمكن أن تكون عليه على المدى القصير والبعيد، كذلك هم من يمكن الاعتماد على قراءاتهم وتحليلاتهم ونبوءاتهم لمستقبلها دون غيرهم "ولو كانوا أهل اختصاص"، هذا لا يمنع أن تكون لنا كمراقبين من إعلام وجماهير انطباعات نصدر من خلالها أحكامنا التي ليست بالضرورة صحيحة، والأكيد أنها ليست ملزمة لأحد.