|


عدنان جستنية
منك العوض وعليك العوض يا رب
2018-08-27
ـ بعدما شاهدت جماهير نادي الاتحاد مستوى فريقها الكروي في لندن وجوهرة العروس، وهي التي كانت في حالة انبهار ومن "التفاؤل" الشديد وطائرة من الفرح، بما كانت تسمعه وتطلع عليه من تعاقدات على مستوى الجهاز الفني واللاعبين، أصبحت اليوم أشبه بمن يردد دعاء "منك العوض وعليك العوض يا رب".

ـ حالة التشاؤم وخيبة الأمل هل نلوم الجماهير عليها أم أن لها ما يبررها لنقول إنها فعلاً على حق فيما عبرت عنه من رأي، أم أن نقول أنها أخطأت التوقيت ـ بمعنى ـ "لسه بدري" إصدار حكمها على المدرب دياز واللاعبين المحلين والأجانب، والفريق لم يلعب سوى مبارتين فقط وحالة الانسجام تحتاج إلى وقت ليأتي الحكم مقبولاً.

ـ من ناحيتي أستطيع تقبل كلا الرأيين، بصرف النظر اختلفتُ أو اتفقتُ معها، حتى نواف المقيرن وإدارته لن يكون لديهما أي حساسية من تعدد الآراء في ظل أن المصلحة العليا هو نادي الاتحاد أولا وأخيراً، لكن أن تظهر أصوات نشاز في تويتر بطريقة ترغب في إعادة الاتحاد إلى المربع القديم لمربع الانقسامات والخلافات من جديد بين أحزاب وتيارات أضرت بالكيان في فترة سابقة، فهذا التوجه "المرفوض" يضع الإدارة في "حيرة" من أمرها، فهي لا تسطع وسط معارك "غبية" لا ذنب لها فيها اتخاذ القرار "الصحيح"، كما أنها لن ترضي طرفا على حساب طرف آخر لتُفهم خطأ أنها مع الطرف الذي أخذت برأيه، في ظل "شكوك" تفقدها القدرة على التعامل مع اتحاديين لم يستوعبوا أن ناديهم يمر بمرحلة مختلفة تفرض عليهم "التعايش" معها برؤية تنظر للأمام، وليس للخلف ومخلفات فكر تعيس.

ـ من خلال قراءتي المشهد الاتحادي لابد لهؤلاء المحسوبين على نادي الاتحاد أن يمسحوا من رؤوسهم ترسبات الماضي "إيجابياً أو سلبياً" ولتكن آراؤهم بعيدة تماماً عن أي "مقارنات" بإدارات سابقة ناجحة أو فاشلة، وليكن تركيزهم منصباً على ما تأمله من الإدارة الحالية لتطوير وإصلاح ما يمكن إصلاحه.

ـ أما إذا بقي وضع هذه الجماهير وإعلام يغذي هذا التوجه المريض، فلتعلم هذه الجماهير ومن يساندها أن ناديهم لن ولن "يتعالج" من أي مشكلة تعترض طريقه، ومهما عملت الإدارة وأنفقت فإنها حتماً ستظل فاقدة القدرة على اتخاذ الرأي السليم، ولا غرابة حينها إن قلنا على هذه النوعية من الجماهير "منك العوض وعليك العوض يا رب"، وليس ذلك فحسب إنما أيضا على الاتحاد سنقول "منك العوض وعليك العوض يا رب"، خذوها مني الاتحاد لن يعود بهذه الانقسامات والعقليات "المتصدية" والمتخلفة.