|


أحمد الحامد⁩
عنترة في التايتنك
2018-08-27
ما هذا الحب الذي قدمه عنترة لعبلة؟ يبدو أسطوريًّا وشيء من خيال ومما تسمع به ولا تراه، لا شك أن الشعر العبقري لدى عنترة أضفى الكثير من الصور الجميلة والنبيلة والشهرة أيضًا.. فالشعر إعلام والإعلام سلاح ناعم.
ولقد ذكرتك والرماح نواهلٌ
وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المبتسم.
ما الذي جعل من عنترة أن يتمسك لسنوات طويلة في حب عبلة وأن يتحمل من أجلها أشد أنواع العنصرية تجاهه مع نكران جمائله من أفراد قبيلته؟
هل كان عنترة يتمسك بقضية أكثر من حب امرأة؟ لكن المرأة تستطيع أن تفعل بالرجل "السواهي والدواهي" وأن تعميه وأن تأسره وشواهد ذلك كثيرة، العجيب أن عنترة صبر طويلاً ومما يقال إن عبلة تزوجت قبل أن يتزوجها عنترة.. وهناك من يقول إن عنترة لم يستطع الزواج من عبلة.
العنصرية التي واجهها عنترة تكررت مع آخرين وشجعان أيضًا، لكن أسطورية عنترة لها أسباب عاطفية خفية جعلت الناس يتأثرون به ويتعاطفون معه.. أتصور أنها قصة الحب..
عندما قرر جيمس كاميرون تقديم فيلم تايتنك، الذي يحكي مأساة غرق سفينة تايتنك الشهيرة، رأى أن هناك شيئًا ناقصًا في القصة التي تتحدث عن غرق سفينة كبيرة وراح ضحية ذلك 1500 إنسان، الكثير يعرف عن قصة غرق تايتنك وعدد الضحايا.. ما الجديد؟ هنا بحث كاميرون عن أمر يتعاطف معه الناس فكتب بنفسه قصة الحب على ظهر تايتنك التي نتذكرها اليوم كقصة حب بدأت في سفينة ثم غرقت وراح الحب مع غرق العاشق الذي ضحى من أجل حبيبته حتى لا تغرق!
ماذا لو كان عنترة من دون حبه لعبلة؟ هل سيبدو كما يبدو عليه عنترة الآن؟ لا شك أنه سيبقى الشاعر العظيم والفارس الشجاع والمضطهد في قبيلته بسبب لونه.. ولكن كل ذلك يحتاج إلى ما يجعله يبقى في قلوب الناس.. أمر عاطفي يجعلك تميل إليه دون أن تشعر.. العاطفة.. الحب.
قصة عنترة في الصحراء تشبه ما حصل على تايتنك في البحر.. ناتجهما هو: قصة حب.