|


د. حافظ المدلج
المدرب والنجوم
2018-08-28
النجاح في الرياضة يتطلب مقومات كثيرة، أهمها مثلث العمل "الإدارة، واللاعب، والمدرب" مع ضرورة التوفيق، وطبيعة المنافسة والمتنافسين، والغالبية من المتابعين للرياضة تهمهم النتائج في المقام الأول، لذا يغضبون إذا لم يُحقِّق فريقهم البطولة، حتى لو تكامل عمل مثلث النجاح، لكنَّ فرقًا أخرى عملت بشكل أفضل، وحالفها حظ أكبر، وهنا يأتي القرار الحاسم لتحقيق النجاح في البطولة المقبلة، ولأن القرار بيد الإدارة التي لا تتغيَّر، فإنه ينحصر بين تغيير "المدرب والنجوم".
في نادٍ عريق مثل "مانشستر يونايتد"، بدأ السير "أليكس فيرجسون" التدريب عام 1986 بعد أن حقق المستحيل مع نادي "أبردين" الإسكتلندي، متفوقًا على أكبر أندية أوروبا، بما فيها "بايرن ميونيخ"، ثم "ريال مدريد" في النهائي، لذا منحته الإدارة عقدًا مدته خمس سنوات. لم يحقق خلال سنواته الأربع الأولى أي إنجاز، لكنَّ سيرته الذاتية جعلت الإدارة تمنحه الوقت لإتمام العام الخامس الذي حقق في نهايته كأس الاتحاد، وتم بموجبه تجديد عقده حتى امتد لأكثر من ربع قرن "27 عامًا"، حقق خلالها 38 لقبًا، كأعظم مدرب في التاريخ من وجهة نظري الخاصة، بعد أن نجح في خلق أفضل الأجواء في غرفة الملابس بالانصهار بين "المدرب والنجوم".
وبعد رحيله، تمنَّيت أن يكون البديل "بيب جوارديولا"، وكتبت هنا وفي كل مكان، حتى النادي كتبت لهم، لكنَّ صوتي لم يصل، فجاء "مويس" وفشل، وتلاه "فانخال" وفشل، ثم جاء "مورينيو" بسيرته الكبيرة في البرتغال وإنجلترا وإيطاليا وإسبانيا، وراهن الجميع على بقائه، لكنَّ الإدارة خذلته في سوق الانتقالات الصيفية، وأظهر تذمره الشديد بشكل أثَّر في حجرة الملابس، فظهر الفريق بصورة مهزوزة، لتبدأ الإدارة مهمة غربلة "المدرب والنجوم".

تغريدة tweet:
ضرب المثال بزعيم "برميرليج"، والحديث ينطبق على حالة الفرق الأخرى التي تبحث عن النتائج وتستمر في التغيير المتسارع في رحلة اللهاث خلف النجاح، فتصيب مرة، وتخطئ مرات، لأن النجاح يحتاج إلى تناغم العناصر الثلاثة التي بدأت بها المقال، والأخذ في الاعتبار عاملَي التوفيق وطبيعة المنافسة والمتنافسين، لذا أتمنى أن أرى المزيد من الاستقرار في جميع الفرق، لأن الهدر المالي الكبير على التغيير الذي تمارسه الإدارات يمثل ظاهرة غير صحية، تحتاج إلى دراسة وعلاج، لدرجة أتمنى فيها منع الأندية من إلغاء العقود، وتحمُّل النتائج، وعلى منصات القرار نلتقي.