|


د.تركي العواد
كأس دوري محمد بن سلمان
2018-08-29
كنت أتحدث مع صديق عربي، فعبَّر لي عن حبه لولي العهد، وتمنياته بأن يكون في بلده مَن يمشي على خطى الأمير الشاب في دعمه الرياضة، ومحاربته الفساد، وقيادته وطنه إلى آفاق جديدة تفوق الأحلام. ولي العهد ليس ملهمًا لنا وحسب، لكنه ملهم أيضًا لشباب العالم بما حققه ويسعى إلى تحقيقه لبلده وشعبه.
اليوم نعيش فرحة غامرة، زفَّها لنا رئيس الهيئة بتسمية الدوري السعودي باسم الأمير محمد بن سلمان، وهو شرف عظيم لكل الرياضيين، ومسؤولية تتطلب منا أن نرتفع لمستوى الحدث.
الاتحاد السعودي يجب أن يعمل ليل نهار من أجل تطوير الدوري ليرتقي إلى الاسم الذي يحمله. وضع القوانين التي تساعد على تسريع اللعب، ومحاربة إضاعة الوقت، وزيادة دقائق الزمن الفعلي للمباراة، أمور في غاية الأهمية في رحلة الوصول إلى “أفضل عشرة”، فمتوسط الزمن الفعلي للدوري السعودي يبلغ 51 دقيقة، رقم يقف بخجلٍ متأخرًا عن الدوريات الأوروبية بأكثر من عشر دقائق.
الأندية بدورها في حاجة إلى التخلي عن الأساليب القديمة المعتمدة على لوم الحكام واللجان والحظ، يجب التركيز على تطوير الفريق بما يضمن المنافسة على الكأس الغالية. فرض التمارين الصباحية، سيرفع مستوى الفريق، ويزيد الانضباط والاحترافية. بما أن الكأس تقام لمرة واحدة، فإنها فرصة للفريق الفائز للاحتفاظ بالكأس، وتزيين قميصه إلى الأبد بشعار الكأس الذي لا يتكرَّر. لو كنت رئيسًا لأحد الأندية اليوم لشكَّلت فريقًا مهمته العمل على تحقيق هذا اللقب.
اللاعب السعودي يجب أن يتخلص من بعض عادته القديمة المعتمدة على السهر والسفر والأكل بلا حساب، فالموسم الجديد اختبار حاسم لقدرة اللاعب السعودي على مجاراة المحترفين الأجانب، وحجز مكانه بينهم. العمل الجاد، والتركيز المطلق على كرة القدم، هما سبيل البقاء في دوري المحترفين. إذا لم يتعامل اللاعب بجدية، فسيجد نفسه قريبًا يبحث عن مهنة جديدة. اسم الدوري يكفي لإيقاظ اللاعب السعودي من غفوته وتغيير أسلوب حياته.
الجماهير سيكون لها دور كبير في إضافة المتعة والإثارة على دورينا.. كانت الجماهير دومًا متقدمة على الدوري، وسببًا لجاذبيته.. اليوم مع انطلاقة الموسم بشكله الجديد نريدكم أن تتألقوا، وتنثروا سحركم الحلال في المدرجات.. بحماس الأطفال، وتفاؤل الشباب، وروح الشيوخ، ننتظر انطلاقة الدوري.. فنحن على موعد مع كأس تاريخية، تحمل اسمًا ملهمًا، زاد قيمة المنافسة، ورفع الطموح حدَّ السماء.
فمن يسبق الجميع، ويكتب التاريخ؟