|


أحمد الحامد
اللاعب الذي لم يلمس الكرة
2018-08-30
الممثل في الفيلم هو فنان، الممثل في الحياة قد نطلق عليه "أحياناً" نصاب، يقول التاريخ إن النصابين موجودون في كل زمان ومكان، وأن لبعض النصابين مواهب استخدموها في استغلال البسطاء وحتى الأذكياء، لأن المخادع قد يخدع إنساناً ذكياً لأنه تعامل معه بحسن نية.
قرأت عن الكثير من المحتالين لكنني لم أندهش كما اندهشت عندما قرأت عن "كارلوس كيزر"، هذا الكارلوس استطاع وهو شاب في العشرينيات أن يخدع العديد من أندية كرة القدم البرازيلية التي تعاقدت معه على أنه لاعب مهاجم دون أن يلعب مباراة واحدة، بل دون أن تجرى له تجربة كروية في التمارين الروتينية، كان ذو قامة رياضية، وكان يحرص على أن يتعرف على المؤثرين في النادي ومنهم مشاهير اللاعبين، وكان ذو أسلوب ساحر في الحديث كما قال عنه بيبيتو اللاعب البرازيلي الفائز بكأس العالم 1994.
كارلوس سيزر كان يدعي الإصابة عند دخوله أرضية الملعب للتمارين ويكسب بذلك الكثير من الوقت ويستغله في التسكع في أروقة النادي وحضور المباريات مع الفريق والأحاديث الصحفية والتلفزيونية، ثم يغادر النادي ويوقع مع ناد جديد بعد أن يذكر لهم بأنه كان لاعباً في النادي السابق، ذات يوم بينما كان في دكة الاحتياط ولم يكن مصاباً أمر رئيس النادي بإشراك المهاجم النجم، وبمجرد دخوله إلى أرضية الملعب وقبل أن يلمس الكرة افتعل مشكلة مع شخص من الجمهور وحاول أن يشتبك معه، إلا أن الحكم قام بطرده فتخلص كارلوس من لمس الكرة ومن الموقف، عندما سأله رئيس النادي عن أسباب ما فعله قال كارلوس: إنك مثل والدي.. هل تقبل أن يشتم أحد والدك؟ فما كان من رئيس النادي إلا أن احتضنه قائلاً لكارلوس: إنك مثل ولدي! كان كارلوس يجري أمام زملائه اللاعبين عدة اتصالات هاتفية ويحاول أن يتحدث باللغة الإنجليزية ثم يخبرهم بأنها من أندية أوروبية يريدون التعاقد معه.
في العام 2015 اشترت شركة بريطانية حقوق قصة كارلوس، وسيتم إنتاج فيلم عن قصة حياته مع ذكر العديد من القصص التي عاشها مع أندية برازيلية بعضها معروف. الآن وبعد مرور كل هذه السنين لا أعلم عن شعور كارلوس وهو يلقب بأشهر نصاب في تاريخ كرة القدم.