|


شبح فيرجسون يلاحق اليونايتد.. والانقسامات الداخلية تطبع صورة ضبابية

الشياطين في مأزق

اليونايتد لم يُتوّج بلقب الدوري منذ اعتزال أليكس فيرجسون عام 2013 (أرشفية)
تقرير: محمود وهبي 2018.08.31 | 01:33 am

لم تنجح جميع محاولات مانشستر يونايتد، في استعادة أمجاد المدرب الأسطوري أليكس فيرجسون، طوال الأعوام الـ 5 الماضية، حيث دخل النادي مرحلة انتقالية، شهدت إخفاقات متكررة مع دافيد مويز ولويس فان جال، قبل أن يأتي بصيص الأمل في العام 2016 مع وصول جوزيه مورينيو إلى منصب المدير الفني، لكن حقبة المدرب البرتغالي لم تخل أيضاً من التخبطات. ومع بداية الموسم الجديد، انخفض سقف التفاؤل والتوقعات لدى الشياطين الحمر في وقت مبكر، وسط سلسلة من النزاعات والانقسامات الداخلية والمتشعبة في كواليس النادي، والتي طالت الجهازيْن الفني والإداري لتلقي بظلالٍ رمادية على اللاعبين والمشجعين.
- عهد السير
عانى مانشستر يونايتد تراكمات كثيرة من المشاكل عقب انتهاء عهد أليكس فيرجسون عام 2013، حيث لم يعرف الفريق سوى لحظات قليلة من النجاح، فغاب عن منصة الدوري الإنجليزي لـ 5 مواسم متتالية، مكتفياً بالفوز بلقب كأس إنجلترا مع المدرب لويس فان جال عام 2016، ولقبيْ كأس الرابطة والدوري الأوروبي مع المدرب جوزيه مورينيو عام 2017. وتزامنت إخفاقات الشياطين الحمر في الأعوام الماضية مع حملة ضخمة من الإنفاق في أسواق الانتقالات، حيث ضم اليونايتد أسماء مثل بول بوجبا وأليكسيس سانشيز وروميلو لوكاكو وزلاتان إبراهيموفيتش، إضافة لصفقات لم تعرف النجاح مثل صفقات ممفيس ديباي وباستيان شفاينشتايجر وأنخيل دي ماريا، كما تخلى الفريق خلال هذه الفترة عن رموز مثل واين روني ونيمانيا فيديتش وريو فيرديناند وناني.
- فوضى الميركاتو
أنفقت إدارة مانشستر يونايتد أكثر من 100 مليون يورو على التعاقدات الجديدة في 4 مواسم متتالية بين عاميْ 2014 و2017، وكان لمورينيو نصيب الأسد من الصفقات بتعاقدات وصلت إلى 136 مليوناً في موسمه الأول، وقد ارتفع هذا الرقم إلى 198 مليوناً مطلع الموسم الماضي، دون أن ينجح الفريق في استعادة أمجاده في البريميرليج أو دوري الأبطال طوال هذه الفترة. وجاءت الفوضى معاكسة مطلع الموسم الجاري، حيث لم يحصل مورينيو على تدعيمات كافية في الميركاتو على الرغم من القائمة الطويلة من اللاعبين الذين ارتبطت أسماؤهم بالانتقال إلى أولد ترافورد هذا الصيف، ولا سيما في الخط الخلفي، الأمر الذي أطلق شرارة جديدة من الخلافات بين المدرب البرتغالي وإدارة النادي.
- أزمة لاعبين
تضم قائمة لاعبي مانشستر يونايتد مجموعة من اللاعبين الذين تألقوا مع مدربين آخرين، وعلى رأسهم أليكسيس سانشيز الذي أمضى فترات ناجحة مع برشلونة وأرسنال، وبول بوجبا الذي قاد منتخب فرنسا للفوز بلقب المونديال الروسي، لكنهما فقدا بريقهما بشكل شبه كامل تحت إدارة مورينيو. وتتفاقم المشاكل الفنية في الخط الدفاعي، حيث أنفق اليونايتد 60 مليون جنيه إسترليني للتعاقد مع ثنائي قلب الدفاع إيريك بايلي وفيكتور لينديلوف، لكنهما افتقدا للثبات في المستوى، وكانا سبباً رئيساً وراء السقوط المفاجئ للفريق أمام برايتون في الجولة الثانية من الدوري الأسبوع الماضي. ويفتقد اليونايتد اليوم للاعبين الذين يمتلكون شخصية قوية في غرف تبديل الملابس، على عكس حقبة فيرجسون التي شهدت نجوماً مؤثرين مثل روي كين وريو فيرديناند وبرايان روبسون وغيرهم.
- أسلوب خجول
لم تقتصر مشاكل مانشستر يونايتد على الانقسامات الواقعة خلف الكواليس فحسب، حيث تعرّض أسلوب المدرب جوزيه مورينيو على أرض الملعب لانتقادات واسعة النطاق من قبل الجماهير والوسائل الإعلامية، وذلك في ظل شدّة التحفّظ وغياب المتعة عن أداء الفريق. وجاء مانشستر يونايتد سادساً من ناحية الاستحواذ على الكرة في الموسم الماضي، كما احتل المركز الخامس في المردود الهجومي وبفارق 38 هدفاً خلف جاره المتصدر مانشستر سيتي، الأمر الذي دفع بعض الإعلاميين والمشجعين لوصف أداء الشياطين الحمر بالممل، مقارنة بالأسلوب الهجومي الممتع لفرقٍ أخرى مثل السيتي وليفربول وتوتنهام.
- الواقع المرير
لخّص روبي سافدج، اللاعب الويلزي السابق والكاتب في صحيفة “ديلي ميرور” الإنجليزية، ما يدور في كواليس مانشستر يونايتد في مقاله يوم الجمعة الماضي، حيث تحدّث عن واقعٍ مرير يترافق مع ابتعاد الفريق عن الأمر المهم وهو ممارسة كرة القدم، لينشغل مع مشجعيه بالمشاكل المتشعبة بين الجهازيْن الفني والإداري وانعكاساتها السلبية على اللاعبين. واعتبر سافدج أن مشجعي اليونايتد يستحقون أفضل بكثير مما يحدث اليوم لفريقهم، واختار أن يدافع عن المدرب مورينيو الذي فاز بـ 9 ألقاب في المسابقات الإنجليزية، على عكس مدربين آخرين لم يحصدوا أي لقب مثل كلوب وبوتشيتينو. وتطرّق سافدج إلى عدم حصول مورينيو على دعم في الميركاتو بعد أشهرٍ قليلة من تمديد عقده، كما وضع علامات استفهام حول بوجبا الذي تحول من بطل للعالم مع فرنسا إلى عائق كبير في أولد ترافورد.
- مؤثرات جانبية
يحظى نجوم الأمس في مانشستر يونايتد بتأثير بالغ الأهمية على المشجعين، ولا سيما أولئك الذين انتقلوا للعمل في المجال الإعلامي بعد اعتزالهم، وعلى رأسهم الأساطير جاري نيفيل “شبكة سكاي”، وبول سكولز “قنوات BT” وريان جيجز “شبكة ITV”. ولعب نجوم الجيل الذهبي لليونايتد دوراً أساسياً في إبعاد المدربيْن دافيد مويز ولويس فان جال سابقاً، عبر تدخلاتهم الإعلامية المؤثرة التي زادت من صدع الانقسامات الداخلية في النادي، لكن الصورة تبدو مغايرة في الوقت الحالي مع تصويب المحللين أسهم الانتقادات نحو أماكن أخرى بعيداً عن المدرب. وانتقد نيفيل أخيراً سياسة المدير التنفيذي إد وودوارد الذي رفض دعم مورينيو في الميركاتو، فيما اعتبر سكولز أن وكيل أعمال اللاعب بول بوجبا هو المسؤول الأول عن حالته الضبابية مع الفريق في ظل الحديث عن رغبة النجم الفرنسي بالمغادرة.
- الإخفاق الأوروبي
عجز مانشستر يونايتد عن طبع بصمته في مسابقة دوري أبطال أوروبا في المواسم الـ 5 الماضية في مرحلة ما بعد المدرب فيرجسون، حيث حقق أفضل نتائجه بالوصول إلى الدور ربع النهائي في موسم 2013ـ2014 قبل سقوطه أمام بايرن ميونيخ. وفي الموسم التالي، فشل مانشستر يونايتد في التأهل إلى أي مسابقة أوروبية للمرة الأولى منذ موسم 1989ـ1990، قبل أن يعود إلى دوري الأبطال في موسم 2015ـ2016، لكنه تعرض للإقصاء في دور المجموعات بعد اكتفائه بالمركز الثالث خلف فولفسبورج الألماني وآيندهوفن الهولندي. وغاب اليونايتد مجدداً عن دوري الأبطال في موسم 2016ـ2017، وهو الموسم الذي شهد فوزه بلقب الدوري الأوروبي، في إنجازٍ فتح طريقه نحو حجز مقعده في دوري الأبطال في الموسم الماضي، لكنه سقط أمام إشبيلية الإسباني وبشكل مخيب في الدور ثمن النهائي.