|


أحمد الحامد⁩
السعادة حالة ذهنية
2018-09-01
بروني ويبر، ممرضة أسترالية، ألفت كتاباً رائعاً وذا فكرة مختلفة، وكل ما فيه حقيقي، قرأت عن الكتاب منذ فترة طويلة، وبقيت بعض سطوره في تفكيري لشدة تأثيره، الكتاب عبارة عن فكر الكبار في الوقت الذي كانوا فيه على فراش الموت وكانت بروني ويبر تعمل في المستشفى الذي يتعالجون فيه.
قامت بروني بسؤالهم عن أبرز الأمور التي ندموا عليها أو لم يندموا عليها خلال مشوار حياتهم الطويل واكتشفت أن 80 في المئة كانت أجوبتهم متشابهة وهذه أبرزها.

1ـ تمنيت لو أنني خصصت وقتاً أطول لعائلتي وأصدقائي بدلاً من إعطاء كل الوقت للعمل وبذل الجهد.
2ـ تمنيت لو كانت لدي الشجاعة لأعيش لنفسي وألا أعيش الحياة التي يريدها أو يتوقعها الآخرون مني "كرؤساء العمل مثلاً".
3ـ تمنيت لو كانت لدي الشجاعة لأعبر عن مشاعري بصورة أكبر.
4ـ تمنيت لو بقيت على اتصال مع أصدقائي القدامى لأننا نشعر بالسعادة معهم لكننا نفقد صداقتهم بسبب العمل وبناء العائلة أو نبتعد عنهم لخلافات تافهة.
5ـ تمنيت لو أنني أدركت مبكراً المعنى الحقيقي للسعادة، فمعظمنا لا يدرك إلا متأخراً أن السعادة كانت حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة، إن السعادة كانت اختياراً يمكن نيله بجهد أقل وتكلفة أبسط ولكننا نبقى متمسكين بالأفكار التقليدية حول تحقيقها.
كانت هذه النقاط هي الأبرز في تجربة هؤلاء الرجال الذين يستعدون للرحيل، والنقطة الخامسة تختصر الكثير من الأبحاث وأقوال الفلاسفة عن السعادة وعن طرق الوصول إليها، هي حالة ذهنية لا ترتبط بالمال أو المنصب أو الشهرة.
ذات يوم كان عالم الاجتماع العائد حديثاً من الولايات المتحدة بعد رحلة دراسة طويلة، كان يمشي على ساحل البحر ويفكر بأفضل الطرق والمفاهيم عن السعادة، وبينما هو يسير سمع ضحكاً صادراً من رجل وامرأة يفترشان الأرض بقماشة بسيطة ويشربان الشاي ويتبادلان الحديث ويغرقان في الضحك، هنا أدرك أن السعادة أبسط من أن تقضي العمر باحثاً عنها، بل هي حالة تصنعها من أبسط الأمور والاحتياجات ومما هو حولك وقريب منك، لا شك لدي أن ما جمعته الممرضة بروني ويبر هو فائدة كبيرة لمن يريد أن يستفيد وأن يتجنب الفهم والإدراك المتأخر.