|


د. حافظ المدلج
الملاعب والجماهير
2018-09-04
ربما أكون أكثر من كتب مطالبًا بملاعب للأندية كحجر زاوية للاستثمار، فكتبت مقالات مثل "ملاعب الأندية"، "ملعب الإمارات"، "علمتني ألمانيا"، "11 ملعبًا والتعصب"، "ملعب هزاع"، "قرية يوفنتوس"، "ملعب الهلال" وغيرها من المقالات التي تناقش أفضل استثمار للنادي، وأهم مقومات الخصخصة "ملعب النادي".
ولذلك كانت سعادتي مضاعفة حين قرأت في حساب "مشاريع السعودية" الموّثق خبر توجيه رئيس الهيئة العامة للرياضة بإنشاء ملاعب لأندية الهلال والنصر والأهلي والاتحاد خلال عامين كمرحلة أولى بالمشروع الكبير، وأثق بأنه سيحقق نقلة نوعية في كرة القدم السعودية وسيأخذ بالاعتبار "الملاعب والجماهير".
الأندية الجماهيرية الأربعة تختلف متطلباتها ورغبات جماهيرها ومتوسط حضورها، ولكن المتوقّع أن تكون الطاقة الاستيعابية للملاعب الأربعة متطابقة لتحقيق المساواة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تطابق التصاميم وتوزيع المدرجات وغيرها من الخدمات والمشروعات والمرافق المرتبطة بالمشروع؛ لأن ذلك هو مكمن الاختلاف في "الملاعب والجماهير".
وربما تكون الأندية أقدر على تقدير حاجتها من واقع تجاربها السابقة مع المباريات، فتختلف حاجة الأندية إلى عدد مقاعد المنصة أو الغرف الخاصة "Privet Box" أو أماكن الرعاة أو مدرج الرابطة وفق متطلبات الجماهير في المواسم الماضية خصوصًا بعد تمرّس الأندية في إدارة المباريات المحلية والإقليمية، ولذلك أتمنى من الأندية أن تبادر بعمل دراسات تحدد احتياجات الجماهير والرفع بها لصنّاع القرار؛ لمساعدتهم على تنفيذ المشروع على الوجه الأكمل بإذن الله، مع ضرورة عدم المبالغة في المطالب حتى لا يتحوّل الملعب إلى عبء في الصيانة والإدارة أو ما يسمى في لغة المنشآت الرياضية "الفيل الأبيض"، فنجاح المشروع يعتمد على الاستثمار الأمثل لكل أركان الملعب وامتلاء المقاعد بالتناغم بين "الملاعب والجماهير".

تغريدة tweet:
في "بريميرليج" تمتلئ مدرجات "أولد ترافورد" بأكثر من 75.000 مشجع كل مباراة، ويسوّق "أرسنال" 60.000 مقعد في "ملعب الإمارات"، وينجح "ليفربول" في بيع 54.000 تذكرة في "آنفيلد"، ولا تتشابه الملاعب ولا المدرجات ولا أسعار التذاكر، فلكل نادٍ خصوصيته التي تناسبه، بل إن نادي "توتنهام" حين انتقل مؤقتًا إلى "ملعب ويمبلي" فشل في تسويق الـ 90.000 تذكرة وهو على وشك الانتقال إلى ملعبه الجديد بطاقة استيعابية 62.000 مقعد، كما أن "سان سيرو" مدينة ميلان يعاني فراغ مدرجات تستوعب 80.000، لذلك نجح يوفنتوس في ملعبه بأفضل استثمار بطاقة استيعابية 41.000 مقعد، وعلى منصات الملاعب نلتقي.