|


فهد عافت
فلان الذي لا يتكرر!
2018-09-05
"لكن فلاناً لا يتكرر"!. دائمًا ما نقول مثل هذا، ولا يكاد القصد يخرج عن أحد أمرين: مديح له، أو حسرة عليه!. إعلاء أو انتقاص شأن، فإن خرج القصد عن الأمرين صار كلاهما في القول الواحد!.
ـ نعم، "فلان لا يتكرر"!. لأن أي "فلان" لا يتكرر!.
ـ ليس من طبيعة الطبيعة التكرار، رغم أن مظهر الطبيعة الخارجي يوحي به!. التكرار طبيعة في الفن!، رغم أن كبرياء الفن يرفض هذا الكلام، ويعتبره إهانة!.
ـ وفي الضمير، فيما نُولد ومعرفته معنا، فإن التكرار عيب!. لو لم يكن كذلك لما أضحكَنا مُهرّج، ولما انتقدْنا مُقلِّد!.
ـ التكرار في الفن ليس سيئًا إلى هذا الحد الذي يثير غضب أهل الفن، هو فقط خطر!، واستخدامه يتطلب موهبة أصيلة وذكاء كبيراً!. نصف جمال الشعر يُفقد لولا ما في القافية من تكرار الحروف الأخيرة. القافية: تكرار نصفي!.
ـ في الطبيعة: لا أحد، ولا شيء يتكرر، وعليه فإن المقولة لا تميّز أحدًا وإنْ ظنّتْ أنها تفعل!. كما أنها لا تُعيب زمنًا، أو مُقبلًا، رغم أنها صُنِعَت خصّيصًا لتُطري أو تَزْري!.
ـ ميزة، هي نعمة من الله على كل إنسان: ليس منك اثنين!. بعض الناس لا يمنح هذه النعمة شكرًا، يصير هو شخص آخر غيره، يصير ثانيًا!.
ـ كتب لها: لا يهمّني، سأجد مكانك شخصًا ثانيًا!.
كتبت له: أمّا أنا فسأجد مكانك شخصًا "أوّل"!، لأنني ما تركتك إلا لأنك كنت دائمًا شخصًا ثانيًا، عاجزًا عن أن تكون "أول" ولو لمرّة!.