لا يحتاج الاستنقاص من الصحافة ومكانتها ومدى استمرارها هذه الأيام إلى جهد كثير أو عمل مضن أو دلائل وبراهين واضحة.. يستند المناهضون والكارهون والرافضون لديمومتها أو مجرد بقائها على اتساع مساحة وأهمية وسائل التواصل وفي طليعتها بالطبع تويتر وسناب شات..
يتحججون في قضيتهم هذه أن شاشة جوالك تقدم لك العالم كله بأخباره ومستجداته وقضاياه وأنت مستلقٍ على سريرك الوثير.. أقولها الآن وأمس واليوم وغداً.. الصحافة تراجعت مبيعات وإعلانات، لكنها ما زالت وأظنها ستظل المصدر الإخباري الأقوى في كل أرجاء الدنيا.. الأخبار التي تتداول بصفة واسعة عبر كافة المنصات هي نتاج عمل الصحفيين، أو مصدرها الصحفيون الذين يؤمنون تماماً أن الخبر ومصداقيته وقوته هي صنعتهم التي جعلت لمهنتهم خصوصيتها وطبيعتها المتفردة.. نعم هناك الخبر وما بعد الخبر، وهناك الصورة والتقرير والتحقيق والمقال والحوار وغيرها.. يبقى الخبر هو الأساس وهذا الخبر يؤمن به الناس ويصدقونه ويتعاطون معه حينما يكون مصدره جهة أو اسم يمكن الوثوق به.. هذه ناحية.. يبقى أمامنا اللبس الأهم والأكبر والأضخم.. ذاك الاعتقاد الذي يصل إلى حد اليقين بأن تويتر وأشقاءه وعشيرته الأقربون جاءوا ليحلوا مكان الصحافة التي بدأت شمسها بالأفول كما يزعمون.. هنا تختلط المفاهيم وتتوه الحقيقة ويحل السراب في مكان يحسبه الظمآن ماء.. الذين يظنون أن تويتر امتداد للصحافة أو جاء ليحل مكانها أو ينافسها وينتصر عليها بالضربة القاضية فإنهم لا يعرفون الفروقات بين الكائنات.. كالذي يمضي وقته وجهده ورهانته للمقارنة بين السمكة والذئب.. تويتر من بين متغيرات العصر وأدواته الحديثة التي غيّرت الدنيا بأسرها.. غيّر الناس وتفكيرهم وحتى طبائعهم وكشف وجهاً نزقاً وبائساً وتافهاً لأسماء كان يسترها الصمت وتسترها الصحافة وهذا أمر يطول شرحه والتوغل في تفاصيله..
الصحافة التقليدية التي ما زالت تتنفس منذ أكثر من مئة عام، ربما تطورت من خلال الصحافة الاستقصائية التلفزيونية التي تنقل الخبر والتحقيق والتقرير مرتبطاً بالصوت والصورة.. أما تويتر ففي كل مميزاته وفضائله وأفضاله ليس سوى مولود في مستشفى خاص، ودمه أزرق وسليل عائلة مخملية وثرية وفي فمه ملعقة من ذهب.. أما الصحافة فهي أوراق متناثرة في حارة شعبية يلملمها الفقراء المعدمون لا ليقرؤوها أو يتصفحوها وإنما لتكون سفرة تحت طعامهم الرخيص.. الصحافة تراجعت لأسباب كثيرة جداً.. أقلها هي الصرخة الأولى التي أطلقها الأمريكي جاك دورسي في سان فرانسيسكو يوم الخامس عشر من يوليو للعام 2006.. وفي الأسابيع القادمة إن منحنا المولى جلت قدرته عمراً مديداً سأتناول بما ترك لي الزمن الأسباب والمسببات وراء هذا التوقف أو التراجع.
يتحججون في قضيتهم هذه أن شاشة جوالك تقدم لك العالم كله بأخباره ومستجداته وقضاياه وأنت مستلقٍ على سريرك الوثير.. أقولها الآن وأمس واليوم وغداً.. الصحافة تراجعت مبيعات وإعلانات، لكنها ما زالت وأظنها ستظل المصدر الإخباري الأقوى في كل أرجاء الدنيا.. الأخبار التي تتداول بصفة واسعة عبر كافة المنصات هي نتاج عمل الصحفيين، أو مصدرها الصحفيون الذين يؤمنون تماماً أن الخبر ومصداقيته وقوته هي صنعتهم التي جعلت لمهنتهم خصوصيتها وطبيعتها المتفردة.. نعم هناك الخبر وما بعد الخبر، وهناك الصورة والتقرير والتحقيق والمقال والحوار وغيرها.. يبقى الخبر هو الأساس وهذا الخبر يؤمن به الناس ويصدقونه ويتعاطون معه حينما يكون مصدره جهة أو اسم يمكن الوثوق به.. هذه ناحية.. يبقى أمامنا اللبس الأهم والأكبر والأضخم.. ذاك الاعتقاد الذي يصل إلى حد اليقين بأن تويتر وأشقاءه وعشيرته الأقربون جاءوا ليحلوا مكان الصحافة التي بدأت شمسها بالأفول كما يزعمون.. هنا تختلط المفاهيم وتتوه الحقيقة ويحل السراب في مكان يحسبه الظمآن ماء.. الذين يظنون أن تويتر امتداد للصحافة أو جاء ليحل مكانها أو ينافسها وينتصر عليها بالضربة القاضية فإنهم لا يعرفون الفروقات بين الكائنات.. كالذي يمضي وقته وجهده ورهانته للمقارنة بين السمكة والذئب.. تويتر من بين متغيرات العصر وأدواته الحديثة التي غيّرت الدنيا بأسرها.. غيّر الناس وتفكيرهم وحتى طبائعهم وكشف وجهاً نزقاً وبائساً وتافهاً لأسماء كان يسترها الصمت وتسترها الصحافة وهذا أمر يطول شرحه والتوغل في تفاصيله..
الصحافة التقليدية التي ما زالت تتنفس منذ أكثر من مئة عام، ربما تطورت من خلال الصحافة الاستقصائية التلفزيونية التي تنقل الخبر والتحقيق والتقرير مرتبطاً بالصوت والصورة.. أما تويتر ففي كل مميزاته وفضائله وأفضاله ليس سوى مولود في مستشفى خاص، ودمه أزرق وسليل عائلة مخملية وثرية وفي فمه ملعقة من ذهب.. أما الصحافة فهي أوراق متناثرة في حارة شعبية يلملمها الفقراء المعدمون لا ليقرؤوها أو يتصفحوها وإنما لتكون سفرة تحت طعامهم الرخيص.. الصحافة تراجعت لأسباب كثيرة جداً.. أقلها هي الصرخة الأولى التي أطلقها الأمريكي جاك دورسي في سان فرانسيسكو يوم الخامس عشر من يوليو للعام 2006.. وفي الأسابيع القادمة إن منحنا المولى جلت قدرته عمراً مديداً سأتناول بما ترك لي الزمن الأسباب والمسببات وراء هذا التوقف أو التراجع.