|


عارف عمر
شعراء ومنصات
2018-09-09
تقف الحاجة إلى التقدير وتحقيق الذات على رأس هرم ماسلو الشهير، الذي يبدأ بالحاجات الغريزية الأساسية وينتهي بالحاجات الاجتماعية وتقدير الذات..
وعلى الرغم من فصله لهذه الحاجات إلى درجات متفاوتة، إلا أنها تبقى نسبية ومتداخلة في حياتنا بناء على توفر حاجات أخرى.. لعل هذه المقدمة قد تكون غريبة لدى بعض الناس، لكن بالتأكيد هي جزء من الحديث عن البحث عن الحضور في الواجهة والبحث عن التميز المختلف عن الآخرين في أي مجال من مجالات الحياة، سواء اجتماعيا أو ثقافيا أو إعلامياً أو فنيا أو رياضياً.
لكن الغريب في هذا الأمر هو أن هذا الركض والمحاولات والتنافس من أجل الحصول على تقدير الآخرين، أو التميز أو لإيصال رسالة من خلال موهبة أو عمل إبداعي يتوقف بعد الوصول إلى الهدف الأول، في الوقت الذي يفترض على هذا المبدع أن يستمر بعد الوصول، لأن ما حققه هو نقطة انطلاق مهمة لإيصال رسالته أو لإثبات جدارته بهذا التقدير.. ويفترض أن يكون عمله وحركته المقبلة هما الثبات والارتفاع إلى مراحل جديدة أو منصات مختلفة.
الشاعر أحد النماذج التي نوجه لها الحديث هنا، فما نلاحظه هو السعي والاجتهاد للوصول إلى مراتب متميزة من الحضور الإعلامي سواء من خلال المسابقات المختلفة أو النشر أو الأمسيات.. لكن ماذا يحدث بعدها؟
لو تحدثنا عن المسابقات الكبرى على سبيل المثال "شاعر المليون" أو "أمير الشعراء" لظهرت لنا عشرات الأرقام والأسماء من الشعراء المميزين الذين قدمتهم هذه البرامج، وحازوا على إعجاب ملايين المتابعين، ومحبي الشعر، لكن بعضهم توقف وبعضهم توراى عن الظهور الإعلامي وفقد بريقه، وبعضهم اختار طرقا أدبية وإعلامية أخرى للاستمرار، لكن بعيداً عن الشعر..!!
بعضهم ما زال يواصل تألقه وحضوره بنفس القوة التي بدأ بها، مستعيناً بتخطيط شخصي وعملي لخطواته وطرقه في إيصال رسالته.
والسؤال هل يفتقد بعض الشعراء لأساسيات إدارة حضورهم الأدبي و الإعلامي؟ أم أن الأمر يعود إلى الجهات المنظمة؟ أم أن حضورهم في الأمسيات والقنوات الإعلامية والفعاليات الثقافية مجرد أمر نسبي لدى بعضهم بناء على ارتفاع أو انخفاض حالتهم المزاجية الخاصة؟