|


فهد بن علي
تركي آل الشيخ والكرة السعودية
2018-09-13
إلى التحديق قليلاً بأيامنا نرى، ليس فقط في عتبات الأولى للحياة الاجتماعية، بل داخل لجّة بحرها العميق أيضاً، الرياضة هي وحدها حديث الناس، كرة القدم ـ تحديداً ـ من تشكل وجه الحياة اليومية وـ الترمومترـ وما فرضت نفسها، فرضاً، صباحًا ومساءً، في المقاهي والساحات والمدارس والشوارع والمطاعم وفي أماكن عمل الناس.
والطرفة التي لا تعرفها بالتأكيد هيئة الترفيه، أنه لا توازي مكانتنا بكرة القدم كل ضجيجنا وصخبنا اليومي، فقد تظهر لك كلمة "النصر" و"الهلال" أمام الكهول والرضّع والعابرين بشكل متواصل ويومي، فيما أن الغريب أنه لا تلبس الدهشة وجوهنا بعد خسائر ثقيلة يتجرعها منتخبنا عالمياً وقارياً من قبل منتخبات لا يكاد ثلث مواطنوها شغوفون مثلنا بهذه الرياضة.
هذه الهوّة الشاسعة بين ولعنا وبين درجتنا المتدنية في السلم العالمي لكرة القدم تجذب الانتباه أكثر مما تجذبه تصرفات وتغريدات تركي آل الشيخ العفوية. وإن حالتنا الرياضية هي مفترض ما أتى تركي لأجل معالجته، والحق أن السعي المتتابع الذي يقوم به محاولة للاعتلاء بالمستوى الفني والقدرة على المنافسة، كل جموحه في الفعل والشغل يشعرنا برغبته الجادة في الإصلاح الرياضي.
فبعد كل تعاقد استثماري للرياضة السعودية ثمّ ظهر يهتز بفعل ضربة حميمية من يد تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الرياضة، المحزن أن هذا المشهد العفوي يشدّ حماسة المشجع الرياضي ويغدو عنده أكثر إثارة له من العقد الذي أبرم وتحدثوا لساعات وتقابلوا أمام بعض من أجله، فيما لا يعني أسباب العقد ومكاسبه ولا يُفهم تبعاته في المستقبل.
الرجل الذي بمجيئه سرق العيون واحتل الأسماع، أتى فالتوت نحوه الأعناق لتحدق إليه، يُصدر قرارات ويسن قوانين عديدة، أي أنه يعيد صياغة المشهد، ومن الطبيعي أن يكون هناك خطأ وارد يتوجب نقده وتبيينه، وكوني مطّلعاً على المجتمع ولست ذات نزعة رياضية حادة، أتعجّب من تلاشي قيمة النقد، وربما أن الإعلاميين الرياضيين قد أربكتهم هذه الهالة وسرعة التغييرات الطارئة أو المصيبة أنهم قد عرفوا ضآلة حجم أدواتهم النقدية ـ أي الإعلاميين ـ فكان الصمت خيارهم الأوحد.
رغم زعمي حتى معالي المستشار وعيه أكثر تفهماً لمن يشير لموضع خلل، وبسيرة النقد، أعترض لغوياً على تسمية القرارات الصحيحة بالإنجازات، القرارات هي ما تعبّد إنجازات ستسيل على أيدي الأندية والمنتخب دون انتهاء.