أسبابها كثيرة وحتى الكلام فيها وعنها زاد عن الطبيعي.. أتحدث بالطبع عن تراجع الصحافة في الأعوام الأخيرة.. حتى أولئك الذين لا يقرؤون الصحف ولا يعرفون عنها سوى اسمها ركبوا الموجة ودخلوا سباق "مع الخيل يا شقراء" وخاضوا مع الخائضين وصاروا يتكلمون وينظرون ويقررون في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل..
الأسباب كثيرة وبقدر ما ترك لي الزمن من فرصة ووقت ومكان سأضعها وأعددها وألخصها لعل الله ينفع بها من ألقى السمع وهو شهيد.. أظن أن أهم أسباب التراجع يتمثل في امتلاء ما يمكن تسميته بالطاقة القرائية.. الذين يقرأون الكتب يومياً لمدة ست أو سبع أو ثمان ساعات أناس انقرضوا ولم يعد لهم وجود على وجه الأرض.. حتى المتقاعدين من هواة القراءة لا يمنحونها من ساعاتهم الأربع والعشرين سوى ساعة تزيد أو تنقص قليلاً.. أتكلم عن مجتمع أتعايش معه وحوله.. لا أتناول أجواء خارج الحدود.. في عالم الغرب المقاييس تختلف.. هناك ما زالت الصحافة تتنفس بقوة.. المشهد يمكنك تفحصه داخل القطارات والمطارات والمقاهي.. تستهلك جوالاتنا طاقتنا القرائية حتى آخر قطرة.. شاخصة أبصارنا في كل وقت على الشاشة.. نقرأ رسائل طويلة وقصيرة.. نقرأ طرائف وحكاوي ومواقف وسواليف ومطالب يبعثها الأهل والأصدقاء والزملاء عبر قروبات لا تنام.. الناس الأسوياء لديهم طاقة في كل أمور وشؤون حياتهم.. طاقة للعمل وطاقة للكلام وطاقة للسهر وطاقة للجهد.. حتى الحب والكراهية والضحك والبكاء لها طاقاتها ومعدلاتها.. القراءة ليست بمنأى أو معزل عن هذا.. هي أيضاً تدخل في عداد وحسابات طاقات البشر.. لا يمكنك أن تتسمر عيناك على تويتر والواتس وتقرأ كل شيء فيهما ثم تذهب أو تبحث عن قراءة صحيفة.. الطاقة القرائية المستنفذة في عوالم الآيفونات هي أحد أسباب تراجع القراء.. هذا لا يعني أنني أتجاهل واقعية جيل جديد وُلد وفي يده جهاز يدعى آيفون يضع العالم كله بين أصابعهم الناعمة، لكن الحديث هنا فقط يتمحور حول أحد أسرار تراجع الصحافة ليس إلا..
القراءة كانت أقرب للهواية والتركيبة الكيميائية للإنسان.. ذاك في زمن تذهب إليها وتختارها.. الآن تكفلت هي ذاتها بالمجيء إليك حتى وأنت تتشمس على شواطئ جزيرة معزولة.. الطاقة القرائية التي نستنفدها أحد الأسباب.. وما أكثر الأسباب حين تعدها..!!
الأسباب كثيرة وبقدر ما ترك لي الزمن من فرصة ووقت ومكان سأضعها وأعددها وألخصها لعل الله ينفع بها من ألقى السمع وهو شهيد.. أظن أن أهم أسباب التراجع يتمثل في امتلاء ما يمكن تسميته بالطاقة القرائية.. الذين يقرأون الكتب يومياً لمدة ست أو سبع أو ثمان ساعات أناس انقرضوا ولم يعد لهم وجود على وجه الأرض.. حتى المتقاعدين من هواة القراءة لا يمنحونها من ساعاتهم الأربع والعشرين سوى ساعة تزيد أو تنقص قليلاً.. أتكلم عن مجتمع أتعايش معه وحوله.. لا أتناول أجواء خارج الحدود.. في عالم الغرب المقاييس تختلف.. هناك ما زالت الصحافة تتنفس بقوة.. المشهد يمكنك تفحصه داخل القطارات والمطارات والمقاهي.. تستهلك جوالاتنا طاقتنا القرائية حتى آخر قطرة.. شاخصة أبصارنا في كل وقت على الشاشة.. نقرأ رسائل طويلة وقصيرة.. نقرأ طرائف وحكاوي ومواقف وسواليف ومطالب يبعثها الأهل والأصدقاء والزملاء عبر قروبات لا تنام.. الناس الأسوياء لديهم طاقة في كل أمور وشؤون حياتهم.. طاقة للعمل وطاقة للكلام وطاقة للسهر وطاقة للجهد.. حتى الحب والكراهية والضحك والبكاء لها طاقاتها ومعدلاتها.. القراءة ليست بمنأى أو معزل عن هذا.. هي أيضاً تدخل في عداد وحسابات طاقات البشر.. لا يمكنك أن تتسمر عيناك على تويتر والواتس وتقرأ كل شيء فيهما ثم تذهب أو تبحث عن قراءة صحيفة.. الطاقة القرائية المستنفذة في عوالم الآيفونات هي أحد أسباب تراجع القراء.. هذا لا يعني أنني أتجاهل واقعية جيل جديد وُلد وفي يده جهاز يدعى آيفون يضع العالم كله بين أصابعهم الناعمة، لكن الحديث هنا فقط يتمحور حول أحد أسرار تراجع الصحافة ليس إلا..
القراءة كانت أقرب للهواية والتركيبة الكيميائية للإنسان.. ذاك في زمن تذهب إليها وتختارها.. الآن تكفلت هي ذاتها بالمجيء إليك حتى وأنت تتشمس على شواطئ جزيرة معزولة.. الطاقة القرائية التي نستنفدها أحد الأسباب.. وما أكثر الأسباب حين تعدها..!!