المهدي: رجل الطيبة والظرافة والصحافة القوية
يحتفظ الزميل سعد المهدي، رئيس تحرير صحيفة "الرياضية" الأسبق بذكرى تعرفه على الإعلامي الراحل خالد قاضي قبل 29 عاما، عندما التقاه في سنغافورة إبان 1989، حيث يكشف المهدي العديد من القصص مع الراحل ومزاملته في صحيفة "الرياضية" أيضا.
ويقول المهدي: "في سنغافورة 1989، حيث تصفيات مونديال إيطاليا تعرفت على الفقيد عن قرب، كان يقفز على الطاولة التي تفصل بين الصحفيين وكيم سونج النجم الكوري الجنوبي، الذي انتهى للتو من مؤتمر صحفي لم يكن كاف لخالد قاضي كغيره من الحاضرين، حيث طارده حتى خروجه من القاعة لإجباره على إضافة تصريح خاص "للرياضية"، حينها كان رئيس التحرير عبد العزيز شرقي موجود في المؤتمر، منذ تلك اللحظة عرفت خالد الصحفي الحقيقي، الذي كان على استعداد لبذل كل شيء ليظفر بما يميز عمله عن البقية، وأنه من المدرسة الصحفية التي تشربت المهنة، وتعلمت الحرفة بشكل جاد، وآمنت بمبادئها ودورها، وكان على قدر كبير من احترام زملائه جميعهم".
ويتابع المهدي: "بعد عقد ونصف تشرفت بمزاملته حين كنت رئيسا لتحرير "الرياضية"، وهو مسؤلا لمكتب جدة، فهالتني أمور كثيرة في شخصية خالد الإنسان والصحفي، وما بينهما من تماسك كبير، حيث حجم الطيبة والعفوية الذي كانا يوازي الايمان بملاحقة الخبر والغضب على ضياعه أو نشره في وسيلة أخرى، من ذلك بدأت مشاكلي العملية مع أبو عنان رحمه الله، حيث أصبح من المعتاد تخصيص وقت طويل لإقناعه أو تفسير بعض الأمور التي يدفعه حماسه للعمل ونقاؤه إلى أن تختلط عليه ليصبح شخصا آخر لا يمكن أن يُسلّم بأن النشر كان ضروريا، أو عدم النشر حَكَمته ظروف قهرية، فهو لا يهمه إلا أن تنشر كل مواده، وعلى زملائه في المكتب في المركز الرئيس تحمل ما يترتب عليه هذا الأمر، ليس لأن خالد قاضي لا يعرف حدود وضوابط إجازة المادة، فأكثر من مرة وعند النقاش البعيد عن العمل يُقرّ أنه أناني تجاه العمل الصحفي مهما نتج عنه أو كان ثمنه، وربما تكون هناك فرصة لكل من زاملوا الفقيد لسرد الكثير من خلفيات عدد من الأعمال الصحفية".
واختتم المهدي: "رحم الله أبو عنان وأسكنه فسيح جناته، لقد كان خبر وفاته فاجعة، وسنفتقد برحيله جبلا من الطيبة والظرافة، وعلما من أعلام الإعلام الرياضي، إنا لله وإنا إليه راجعون".