|


عدنان جستنية
الاتحاد و"أم المهازل"
2018-09-17
استبشر الاتحاديون خيراً بمقدم نواف المقيرن رئيساً لناديهم، وهذا الاستبشار لم يتكون بناءً على "سمعة" سابقة عبر حضور قوي له في المشهد الاتحادي، إنما جاء وفق متغيرات فرض تأسيسها رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ؛ سعياً منه لطرد البيئة الفاسدة التي عانت منها أندية ومنها الاتحاد، فوقع الاختيار على نواف المقيرن كاتحادي "عاشق" كانت له إسهامات في دعم الاتحاد وكرجل أعمال ناجح له علاقته المتميزة، إضافة إلى ميزة أهم وهي أنه ليس "محسوباً" على أي تيار من التيارات التي تشكلت مؤخراً.
ـ واستبشر الاتحاديون أكثر بنواف لمجيئه في حقبة زمنية مفروشة أرضيتها بماء الورد "اطلب واتمنى"، بعدما تم تسديد كافة الديون الخارجية واستحقاقات مطالب بها النادي، وازدانت هذه البشائر جمالا حينما أعلن الرئيس المكلف قائمة أعضاء مجلس إدارته المؤلف من كفاءات شابة لها وزنها وخبرتها في العملين الإداري والفني، تتقدمهم أسماء معروفة كفراس التركي الخبير في مجال المال والاستثمار، وخميس الزهراني فهو "علم في راْسه نار"، إضافة لفكر حرصان يتطور عبر إنشاء شركة لتكسبه مزيدًا من الخبرة الإدارية وتضيف له نضوجًا في نظرة فنية أفضل.
ـ على ضوء كل هذه "البشائر" تفاءل الاتحاديون بموسم" استثنائي لناديهم من خلال إبرام تعاقدات "نمبر ون" مدربًا أو لاعبين، ولكن "هيهات"؛ فكانت المفاجأة الأولى بالتعاقد مع دياز المدرب "المطرود" من الهلال، مع أن الباب كان مفتوحاً للتعاقد مع أبرز نجوم التدريب، حتى اللاعبين كان المتوقع أن خميس الزهراني سيكون "أمها وأبوها"، بحيث تأتي اختياراته لأفضل نجوم الكرة، إلا أن "الصدمة" كانت "عنيفة" بعد مشاهدة أربع مباريات ظهر أن عددًا كبيرًا من الثمانية الأجانب أقرب للمثل القائل "صوير وعوير ويلّي مافيه خير"، لينفجر بركان من الأسئلة "الثائرة" أهمها "من يتحمل مسؤولية أم المهازل في هذه التعاقدات رئيس النادي أم المدير التنفيذي أم اللجنة الاستشارية؟ الاجابة على هذه الأسئلة الغاضبة ليس لها علاقة بأعضاء شرف لم يعد لهم وجود في هذه المرحلة، ولا نهائي كان الجمهور محققاً للبطولة، ولا في الرئيس ولا نائبه، إنما تتمحور في "المدير التنفيذي هو مِن يتحمل المسؤولية لأنه هو من أعطى "الموافقة"، ولو قال "لا" للجنة الاستشارية أو وكيل أعمال لما تم التعاقد مع المدرب ولا اللاعبين، ولما ساهم في تفريط النادي في هدايا ثمينة منحت من الهيئة لم يُحسن استثمارها، وليأتي السؤال الثائر الغاضب: هل تسطيع الإدارة معالجة "أم المهازل" بعد إقالة دياز أم تنتظر للشتوية وتكون حينها "الطيور طارت بأرزاقها".. أم ما زال للأمل بقية؟