|


فهد عافت
الابتزاز العاطفي!
2018-09-18
ـ لا يُكلّف الله نفسًا إلا وسعها. أمّا خلق الله فيفعلون!. بعضهم يُكلّفك فوق طاقتك، وفوق ما في وسعك، ويعاقبك بالملامة والعتب، إنْ اعتذرت أو قصّرت رغمًا عنك أو لم تقدر!.
ـ ينسى أو يتناسى ما سبق لك معه، لكنه إذا كان لا يزال ينتظر منك شيئًا لم ييأس منه بعد، فسوف يرمي بالعتب والملامات من بعيد، بحيث يقدر على التراجع عنها متى ما أراد!. وعند الحاجة، وعلى طريقة "قالوا للحرامي احلف قال جاء لك الفرج" يُقسم لك، دون أن تسأل، أنك لستَ المقصود بذلك السيل من التحسر على خذلان الأصحاب له!.
ـ هذه النوعية من البشر مُضرّة، وجلّابة تكدير صفو، احذرها!.
ـ سوف تحس أن مسألة التحذير منها جاءت بعد فوات الأوان، معك حق، ذلك لأنها نوعيّة عايشتها في الغالب زمنًا طويلًا، بحيث يصعب عليك الفكاك منها الآن، لكن لا بدّ من المحاولة، انج بنفسك!.
ـ الحياء شعبة من الإيمان. يكفي الحياء طهارة أنه لا يجتمع واللؤم في قلب إنسان واحد. تنطبق السماء على الأرض ولا يكون الحَيِيّ لئيمًا!. غالبٌ من غلبهُ الحياء!.
ـ ومن مأثور العرب هذه المقولة البديعة: ما أُخِذ بسيف الحياء فهو حرام!. فإنْ لقيتَ نفسك ممّن يُؤخَذُون بسيف الحياء، فلا تُبغض الحياء ولا ترفضه، فقط راجع علاقاتك مع من أصبحت مسألة سَلّ السيوف في هذا الموضع عادتهم ووسيلتهم في التعامل معك، يعترضون به طريقك، لتتنازل لهم عن حقك!.
ـ وفي هذا المجال، أتذكر "الابتزاز العاطفي"، كتاب لطيف لسوزان فورورد. لحظة أبحث لكم عنه، حسنًا ها هو، آخر كلماته: "ومع كل خطوة تأخذها لتَعلُّم واستخدام المهارات التي تُجرِّد من يَبْتَزّونَكَ عاطفيًّا من أسلحتهم، ستستعيد جوهر شخصيّتك، نزاهتك. ذلك الكيان المكتمل الثمين الذي افتقدته لم يُفقَد يومًا، بل تم استبداله. لقد كان بانتظارك"!.