|


فهد عافت
تعريف الشجرة!
2018-09-19
ـ تعريف المرأة بأنها "أخت" الرجل، "زوجة" الرجل، "ابنة" الرجل، "أمّ" الرجل، ليس تعريفًا لها رغم صحة القول!. لكنه إضافة غير مهمّة للتعريف بالرّجل نفسه!.
ـ تعريف ذكوري، قد تكون نواياه طيّبة وكريمة، لكن لا النوايا ولا صحّة المعلومة يكفيان لجعله تعريفًا صحيحًا!.
ـ تتضّح الصورة بقلب المشهد ولعب الأدوار معكوسة، ماذا لو كان تعريف الرجل قائمًا قاعدًا على أنه: أخ المرأة، والدها، زوجها، شقيقها؟!. الكلام صحيح، ويمكننا عدم التشكيك في النوايا، لكن هل يُعتبر هذا تعريفًا للرجل؟!. الجواب: لا، هذه زيادة غير لازمة في التعريف بالمرأة!.
ـ مشكلة مثل هذا التعريف ليس في أنه غير مكتمل، مشكلته الأساسيّة في أنه لا يخصّ المرأة أصلًا!. وأنه زيادة غير ضروريّة في تعريف الرجل!. تمامًا كما حدث في محاولة تعريفنا للرجل قبل قليل لحظة قررنا لعب الأدوار معكوسة!.
ـ وعليه فإن مشكلة هذا التعريف ليس في أنه فاشل بقدر ما هي في أنه خاطئ!.
ـ يمكن للفاشل أن يكون ناجحًا في مرحلة من مراحل السباق ثم لا يحقق الغرض المرجو منه في نهاية المطاف، في حين يمكن للخاطئ أنْ يصل إلى خط النهاية قبل غيره، لكن ولأنه خاطئ من الأساس، وما أن يصل إلى خط النهاية، يُفاجَئ بأن المنافسة لم تكن سباق جري من الأساس!.
ـ شيء يشبه أنْ يسجّل لاعب كرة قدم هدفًا بيده، ظنًّا منه أنه كان يلعب كرة سلّة!.
ـ أدري، يحضر من يُعدّد أسماءً جليلةً، ذات وقار وهيبة وحكمة، ويقول أنها قالت بهذا التعريف، وأستبق الحضور محيّيًا: نعم، ذلك لأنه كلام طيّب، نوايا الخير فيه جليّة، ثمّ أنه مُستساغ إجتماعيًّا لكثرة ما تم ترديده وتأكيده، غير أنّه لا يصح ولا يصلح تعريفًا للمرأة، إلا إنْ صحّ أن نعرّف الشجر مثلًا بأنه: شيء مما يأكل منه الإنسان ويستظل بظله!. هل أخطأنا القول، لا!. هل كذبنا، لا. لكن هل هذا هو تعريف الشجرة؟!، ألف لا!.