|


طلال الحمود
مريض نفسي
2018-09-22
لفت وزير خارجية قطر الأنظار خلال الأيام الأخيرة بعدما وصف الأنباء التي راجت عن سحب تنظيم المونديال من بلاده، بـ "حملة" تديرها دول المقاطعة العربية، قبل أن ينعت العدو المفترض بـ"المريض النفسي"، في خطوة تؤكد تسرب الخوف إلى اللجنة المنظمة من نقل البطولة إلى دولة مستقرة وذات حدود مفتوحة مع جيرانها.
حديث الوزير القطري يبرهن أيضًا على أن "التنظيم" يدرك أهمية الحرب الإعلامية وضرورة إخفاء العلة الداخلية، من خلال اتهام الجيران بالعلة نفسها، على نحو اتهام السعودية والإمارات بالتطبيع مع إسرائيل، لتشتيت الانتباه عن علاقات قطر المثبتة مع الدولة العبرية، فضلاً عن اتهام الجيران بتمويل الإرهاب لتحويل الأنظار عن العلاقات المشبوهة مع رموز تنظيم القاعدة، منذ كانت قناة الجزيرة تعرف مكان تواجدهم وتنفرد ببث خطبهم التحريضية ضد السعودية!.
تحدث الوزير هذه المرة عن المرض النفسي، ويبدو أن "تنظيم الحمدين" اكتشف متأخراً إصابة قائده بعلة نفسية؛ ما استدعى تحويل الأنظار عن سلوكه باتهام الجيران أيضاً بالعلة عينها، خاصة أن التسجيلات المنسوبة إلى الأمير الوالد تبرهن على إصابته بمرض نفسي يتمثل بـ"عقدة النقص" كما يسميها علماء النفس الذين لم يتفقوا على إن كانت هذه العقدة وراثية أم مكتسبة!.
ويفسر عالم النفس النمساوي الفريد إدلر هذا السلوك المشابه لتصرفات حمد ورفاقه، بأنه "نتيجة لمركّب النقص الذي يحرّك الإنسان في كافّة أفعاله، بحيث يتّجه دائماً إلى تعويض شعوره بذلك النقص"، ويبدو بحسب مصطلحات علم النفس أن الأمير الوالد يعاني من عقدة النقص، وهي "علة تتولد من شعور الإنسان بعجزه وقصوره في المجتمع المحيط به، وإحساسه بأنه أقل أهمية وقيمة وقدرات وإمكانات من الآخرين"، وهذه العقدة قادت "الحمدين" إلى محاولة لعب دور يوازي السعودية ومصر، والتدخل في شؤون الدول وشعوبها، فضلاً عن محاولة اغتيال زعيم دولة شقيقة، ونسج المؤامرات ضد البلدان الخليجية المجاورة بهدف قلب أنظمة الحكم فيها، وهذه أفعال مرضية وثقتها التسجيلات واعترف بها أحد الحمدين!.
الوزير القطري اتهم الدول المقاطعة بالعمل على سحب تنظيم المونديال من قطر، ولا تلام هذه البلدان في حال فعلت هذا؛ لأن تنظيم البطولة يعني مزيداً من إغراق الرياضة في وحل السياسة القطرية، ويمنح قطر فرصة تسخير المناسبات الرياضية مجدداً لبث رسائل تهدف إلى زعزعة استقرار الدول المجاورة كما فعلت قنواتها خلال نهائيات كأس العالم الأخيرة في روسيا.