|


أحمد الحامد⁩
ما الذي يكفيك؟
2018-09-23
من الأطفال انتقيت لكم هذه المقولة، ما يقوله الأطفال دائماً يكون من قلوبهم، هم يقولون ما يعتقدون، دون لف ودوران.
من المسلسل الكرتوني للأطفال سُكر ولوز، يقول لوز: نحن معاً يا سُكر وهذا يكفيني.
هذه الجملة أو هذه النتيجة، قد تكون من أفضل ما سيصل إليه الإنسان الباحث عن شيء ما وهو أن يعرف ما يكفيه، أن تعرف ما يكفيك منذ بدايات حياتك هو إنجاز تحققه ويختصر عليك الكثير، وهي نتيجة متقدمة تحققها وتوضح لك طريقك في الحياة. لكن هذه النتيجة لا يصل إليها الإنسان عادةً إلا بعد مشوار طويل يكلفه الوقت والجهد والمال، هي أشبه برحلة مع النفس تبدأ بجموح وقناعات سرعان ما تتبدل مع الوقت والنضوج، ثم تهدأ حتى تصل إلى نتيجة معينة، ثم تبدأ الرحلة مرة أخرى داخل أعماق هذه النتيجة المستقرة,
غير أن التأخر في الوصول إلى هذه النتيجة المرضية يحرم الإنسان من الراحة والشعور بالتمتع بجمال الحياة، وجمال من هو حوله أيضاً فيفقد الوقت الذي كان يستطيع أن يستقر به، مرحلة الاستقرار قد تكون هي المرحلة التي تعرف بها نقاط قوتك من مواهب ومن قدرات، ومرحلة الضعف قد تكون هي المرحلة التي اعتقدت خطأً بأنك قوي في أشياء معينة بينما أنت ضعيف بها في حقيقة الأمر.
الوصول إلى هذه النتيجة هو ما سيجنبك اعتماد نقاط الضعف كقوة، وستبرز لك النتيجة نقاط قوتك وتضعك دائماً بداخلها.
أحياناً تكتشف بأنك قوي في الحفاظ على أبنائك وتشعر بالسعادة وأنت بجانبهم فتجد نفسك، وأحياناً توصلك النتيجة إلى أنك تحب عملاً ما فتعطيه كل تفكيرك واهتمامك وكامل شغفك، وهنا قد تجد نفسك، وأحياناً تكفيك حياة الهدوء وهنا أيضاً قد تجد نفسك. بعض الذين صالوا وجالوا في الحياة وجدوا أنفسهم أخيراً في غير ما كانوا عليه طوال السنين الماضية، قد يجد الإنسان متعته في تربية أغنام في مزرعة صغيرة، وقد يجد نفسه بين الكتب، أو بين تفاصيل مهنة يدوية، أو حتى في إسعاد نفسه، فالنفس روح وطاقة تتعب عندما لا تنشط وتتجدد، أو في إسعاد إنسان تحبه لأنه يحبك فاستحق إخلاصك ووفاءك، حينها لا تهمك الأشياء كما قال لوز لسُكر: نحن معاً يا سكر وهذا يكفيني.