|


بدر السعيد
معاهم.. عليهم..!!
2018-09-29
لم يمر على رياضتنا المحلية تسارع في الدوران والتغيير والإضافة والإلغاء مثل هذا الزمن الذي نعيشه. وبعيداً عن مواقفنا الشخصية المؤيدة أو المعارضة لهذا القرار أو ذلك التغيير، إلا أنه يجدر بِنَا أن نعترف أننا لم نعد ندرك أو نستوعب الكثير من ذلك التغيير الذي أفقدنا للحظات جزءًا من تركيزنا في استيعاب أو فهم المشهد سلبًا كان أو إيجابًا.
ومع كل قرار يصدر أو تغيير يطرأ فإنك تتعجب من ردود الأفعال أكثر من عجبك بالقرار. أشاهد ردود الأفعال فأقف لوهلة فاقدًا للتركيز، إذ إن "بعض" المؤيدين والرافضين يثيرون الضحك قبل الشفقة. كيف لا أضحك وأنا أشاهد أولئك المصفقين لكل توجه دون أن تتضح ملامح أو حيثيات ذلك القرار أو ذلك التغيير؟
كيف لا أشفق على أولئك الرافضين لكل ما يصدر عن المؤسسة الرياضية لمجرد أنه صدر؟
مشهد مزعج لتلك الفئات التي فقدت احترامها قبل أن تفقد مصداقيتها لدى المتلقي.
ليلة السبت الماضي ظهرت أنباء بشأن انضمام فريقين خليجيين أو أكثر للمنافسة ضمن فرق الدوري السعودي.. ما لبث الخبر أن ظهر إلا وقد خرجت ردود الأفعال من ذات الفئات المؤيدة "سلفًا" والرافضة "أصلاً"، على الرغم من عدم ظهور أي ملامح أو اشتراطات أو تأصيل وتقنين لهذه الفكرة، وهو بالفعل أمر يستحق التوقف عنده، إذ إن المصطفين ضد المؤسسة الرياضية يقللون من الفكرة ويحاولون تشويه صورتها قبل أن تولد. فيما يقف على الجانب الآخر أولئك المؤيدون الذين لا يملكون أي تفاصيل حول الفكرة وأبعادها واشتراطاتها وكافة جوانبها التنظيمية!
أشاهد هذا الطرح وأتساءل: ما الذي سيخسره أولئك لو أنهم تريثوا لساعات أو حتى لأيّام لمعرفة واستيعاب جميع جوانب الفكرة ـ أيًّا كانت ـ ومن ثم فليقدموا رأيهم المؤيد أو المعارض وقد دعموه بمرتكزات ومبررات واقعية منطقية يفهمها العقل ويستوعبها المنطق.
أعان الله المتلقي الذي يعيش صراعًا حميمًا بين تلك الفئات التي أرهقته رفضًا لمجرد الرفض، وتأييدًا لمجرد التأييد على طريقة "معاهم معاهم.. عليهم عليهم".
أما ما يجعلني أكثر إيجابية وتفاؤلاً هو أن المؤسسة الرياضية لا تزال تمنح للجميع حقهم في التعبير عن آرائهم وردود أفعالهم في إطار الاحترام والأدب، فاتحة أبوابها للاستماع لهذا وذاك، وأن صوت العقل لا يزال يجد من يمثله في أوساطنا الرياضية، وحتى لا يتراجع صوت العقل فإن علينا أن نزيد من المساحة الممنوحة له في إعلامنا، بدلاً من منحها لأصوات "معاهم.. وعليهم"!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..