|


فهد عافت
قَلِّلْ ما استطعت!
2018-09-30
الناس يحتاجون إلى صبرك عليهم، هذه مفروغ منها، السؤال: هل يستحقونه أم لا؟!. السؤال بصيغة أقل عنفًا: مَن منهم يستحق صبرك عليه؟!.
ـ تريد الناس؟، اصبر عليهم!. لكن انتبه: صبرك عليهم ليس جائزةً منك لهم، هو عطيّة منك لك، بما أنك تريدهم حولك ومعك. ولا ضمانة لبقائهم حولك، والضمانة السابقة المشكوك فيها أصلًا، تفقد تسعة أعشارها حين يتعلق الأمر بوقوفهم معك!. هذه هي الحياة!.
ـ لذلك، فمن أهم ما يمكن لك القيام به في حياتك هو انتقاء الأصدقاء، وترتيب "الهقوة" و"الميانة"، في الناس وبين المعارف!. الأقرباء قَدَر، نصيب وامتحان، وأنتَ بين شُكرٍ أو صبر، إنْ جئتها عبادة فهي عبادة، وإن جئتها شيمة فالشيمة عبادة أيضًا!.
ـ إن ذممتَ الجميع، وإن اشتكيت من الجميع، فقد ذممتَ نفسك وشكوتَ حالك!، وشهدتَ على نفسك بخفوت الفطنة، بالسذاجة أو بالهشاشة!. أمّا إن امتدحتَ، وحكيتَ بسعادة عن رائعين ساندوك، فإنك تكشف أيضًا عن نبوغ يخصّك، عن ذكاء تمتّعت به فأعانك، عن نجاح، وربما عن تفوّق!.
ـ تشتكي من كل خلق الله، وتلوم الناس كلهم؟!، أنتَ الفاشل، ولسوف تكون مجالستك مُحبِطَة على نحو لا يُطاق، ولسوف يهجرك خَلْق جديد لا محالة!.
ـ تشتكي من بعض الناس؟!. ومَن ذلك الذي يمكن لك محادثته ولم يسبق له أن شعر بالخذلان وقلّة وفاء بعض الناس؟!، قد لا تكون مُحبِطًا هنا، لكنك أنانيّ بلا شك!، فالآخَر لديه ما يمكن قوله، وبنفس الطريقة وبذات الأحداث والمشاعر، فيما لو لم يتوفّر لكما حديث غير هذا!.
ـ قلِّلْ ما استطعتَ من الشكوى، إنْ أكثرتَ منها، تصير أنتَ الشكوى لمن شكوتَ لهم!.
ـ أنْ تَعرف من أين تؤكَل الكتف: هذه براعة. أنْ تأكل كتف أخيك: هذه وضاعة!.