|


د. حافظ المدلج
VAR
2018-10-02
أعترف بداية بأنني من أكثر المؤيدين لتقنية "الفيديو مساعد الحكم" وأول المطالبين بها، حين التقيت رئيس الاتحاد الدولي "بلاتر" في الجمعية العمومية عام 2001 في "بوينس آيرس"، واقترحت أن تحذو كرة القدم حذو الألعاب الأخرى التي تستخدم تلك التقنيات، وأتذكر غضب الرئيس ورفضه المقترح وقناعته بأن أخطاء التحكيم جزء مهم لإثارة اللعبة ومتعتها، بدليل أننا نتحدث اليوم عن هدف نهائي كأس العالم 1966، وكانت وجهة نظري مرتبطة بعدالة اللعبة التي أصبحت تكلف الكثير؛ فترتفع تكلفة أخطاء التحكيم التي ستحد منها تقنية "VAR".
وقد بدأ استخدام التقنية في عدد من الدول والبطولات، كان أشهرها كأس العالم للأندية تلته بعض البطولات الأوروبية مثل الدوري الإيطالي وكأس إنجلترا، رغم تردد رابطة دوري المحترفين "بريميرليج"، وسمعنا أن دوري الأبطال أوروبا سيبدأ بالتطبيق في الأدوار الإقصائية العام القادم، وسيكون التطبيق شاملاً إذا أقر "فيفا" بشكل تام استخدام "VAR".
هناك آراء متباينة حول استخدام الفيديو لمساعدة الحكم لاتخاذ القرار الصحيح أو تصحيح القرار الخطأ بين مؤيد ومعارض ومتردد، فالمؤيدون مثلي ينظرون للأمر من باب العدالة وتكلفة الخطأ، في زمن أصبحت كرة القدم صناعة تدعم الاقتصاد العالمي بالمليارات، بل هي الصناعة الثالثة في "أمريكا" بحجم تداول سنوي يقارب سبعين مليار دولار، بينما يفضل المعارضون إبقاء كرة القدم على طبيعتها الأولى بالأخطاء المؤثرة والمثيرة؛ لضمان استمرار اللعب الانسيابي دون توقف، ويبقى المترددون حائرين حول القرار المثالي حيال "VAR".

تغريدة tweet:
من وجهة نظري المتواضعة أن تقنية الفيديو مساعد الحكم ستطبق في جميع المسابقات عاجلاً أو آجلاً؛ لأنها السبيل الوحيد للمحافظة على عدالة اللعبة واستثماراتها الضخمة، ولكن آلية التطبيق ستأخذ حقها من النقاش والمراجعة والتعديل حتى تصل للنموذج المثالي الذي يقضي على كل الشكوك، ويؤكد نزاهة اللعبة الجميلة؛ ولذلك أتمنى أن يسهم جميع المعنيين بالأمر في مساعدة صناع القرار على تطوير آلية العمل بهذه التقنية وفق قاعدتين أساسيتين، هما الحد بشكل كبير من الأخطاء القاتلة التي تؤثر على نتائج المباراة من جهة، والمحافظة على رتم وانسيابية المباراة دون توقفات طويلة لمراجعة اللقطات، ويقيني أن الأمر سيتحقق في المستقبل القريب بإذن الله، وسنشاهد "VAR" مستخدمة في جميع الدول والمسابقات والملاعب والمباريات، وعلى منصات استخدام التقنية نلتقي.