أسماء بارزة تتجه إلى عالم التأليف حول أبرز نجوم كرة القدم
صحفي في مهمة كتاب
يخرج الصحفيون تارة عن النمط التقليدي لعملهم في تحرير الأخبار، وإعداد التقارير لمختلف الصحف والمواقع، حيث يطلقون العنان لأقلامهم لمواكبة المسيرة الكروية والحياة الشخصية لأبرز نجوم كرة القدم في قالب آخر عبر تأليف كتبٍ لا تبصر النور إلى بعد أشهر، أو أعوام من الجهد. وتشتهر القارة الأوروبية بكثرة الصحفيين الذين مضوا على هذا المسار، فنشروا كتبًا، حصلت على شعبية واسعة في أوساط عشاق كرة القدم، ورُشِّحت للفوز بجوائز أدبية.
من هؤلاء أيان هيربرت، الصحفي الإنجليزي، الذي ألَّف كتابًا عن بوب بايزلي، المدرب الأسطوري الذي نهض بمدينة، كانت تعاني من انحدار اقتصادي حاد ليحقق مع ليفربول ستة ألقاب في الدوري الإنجليزي، وثلاثة ألقاب في دوري أبطال أوروبا، إضافة إلى 11 لقبًا رسميًّا آخر. وسلَّط هيربرت الضوء في كتابه، الذي حمل اسم "العبقري الهادئ"، على الأسرار التي مهَّدت الطريق لبايزلي لتحقيق نجاحاته عبر حوارات مع أفراد أسرته واللاعبين الذين لعبوا تحت قيادته، وقد تم ترشيح الكتاب للمنافسة على جائزة "ويليام هيل" لأفضل كتاب رياضي عن العام 2017.
وتطرَّق أندرو داوني، الصحفي الإنجليزي، إلى الحياة الخاصة لسقراط، النجم البرازيلي الراحل، في كتابه "الدكتور سقراط"، حيث إن اللاعب درس الطب في الجامعة قبل أن يعلن نفسه واحدًا من أفضل لاعبي ومهندسي خط الوسط في عصره. وتحدَّث داوني عن اهتمام سقراط بالقضايا السياسية والاجتماعية على عكس أغلبية اللاعبين الذين يصبُّون تركيزهم على كرة القدم فقط، مسلطًا الضوء على تحركاته لإحداث "ديمقراطية" في نادي كورنثيانز البرازيلي عبر منح جميع العاملين في النادي كلمة مؤثرة في قرارات النادي، في وقت كان فيه حكمٌ ديكتاتوري يسود البرازيل.
ويعدُّ جيام بالاجي، الصحفي الإسباني، أحد أشهر كتَّاب كرة القدم في الوقت الجاري، حيث نشر خلال الأعوام الماضية سلسلة من الكتب حول مجموعة من الأساطير، مثل ليونيل ميسي، وبيب جوارديولا، وماوريتسيو بوتشيتينو، إضافة إلى كتابه عن كريستيانو رونالدو، الذي فاز بجائزة "كروس سبورتس" لأفضل كتاب عن كرة القدم في العام 2016. وتطرَّق بالاجي في كتابه إلى حياة رونالدو منذ أن غادر مدينة ماديرا فقيرًا بعمر 12 عامًّا، وتحوُّله إلى لاعب ورياضي متكامل تحت إدارة أليكس فيرجسون في مانشستر يونايتد، قبل أن يصبح الـ "جالاكتيكو" الأكبر في ريال مدريد.
واختار الصحفيان باتريك فورت، وجان فيليبي إعداد كتاب عن زين الدين زيدان، أسطورة الكرة الفرنسية، ومسيرته الصاخبة منذ فوزه مع منتخب الديوك بلقب المونديال عام 1998، وانتقاله إلى ريال مدريد عام 2001 بصفقة قياسية، وصولًا إلى حادثته مع ماتيراتزي، اللاعب الإيطالي، في نهائي مونديال 2006، التي أنهى بها مشواره لاعبًا مع نقطة سوداء. وتطرَّق الصحفيان في القسم الثاني من كتابهما إلى الإنجازات الاستثنائية التي حققها زيدان في مسيرته التدريبية القصيرة مع ريال مدريد، وقيادة النادي الملكي إلى الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا في ثلاثة مواسم متتالية.
وحصل مارتي بيرارناو، الصحفي الإسباني، خلال موسم 2013ـ2014 على إذن بالدخول إلى كواليس نادي بايرن ميونيخ الألماني، وإجراء حوارات مع لاعبين، منهم نوير، وروبن، ولام، وتياجو، وشفاينشتايجر لإعداد كتاب عن المدرب بيب جوارديولا تحت اسم "أسرار بيب"، قبل أن ينشر في العام 2016 الجزء الثاني من كتابه تحت عنوان "التطور"، وبعد انتقال جوارديولا إلى مانشستر سيتي، تناول بيرارناو الفلسفة التكتيكية للمدرب الإسباني، وطريقة تعامله مع كافة الجوانب في الإدارة الفنية للفريق، ودوره المرتقب في التطور الذي ستقدمه أفكاره إلى الدوري الإنجليزي.
ونشر لوكا كايولي، الصحفي الإيطالي، مجموعة من الكتب عن ليونيل ميسي، آخرها طبعة العام 2018 بعنوان "أكثر من نجم"، علمًا أنه يعد كتابًا جديدًا عن ميسي كل عام. وبدأ كايولي كتاباته عن ميسي بالطبعة الأولى التي حملت عنوان "الفتى الذي تحول إلى أسطورة"، حيث أجرى الكاتب الإيطالي حوارات مع عائلته وأقربائه ومدربيه السابقين في الأرجنتين، إضافة إلى نجوم من برشلونة، والمنتخب الأرجنتيني، ليخرج بكتابٍ عمن وصفه بوريث الرقم 10 دييجو مارادونا.