|


طلال الحمود
المعالي
2018-10-06
تحدث رئيس هيئة الرياضة خلال مقابلة تلفزيونية أجرتها معه قناة العربية، عن خططه المستقبلية لتطوير الأندية والبطولات المحلية، ودعم هذه الخطط بمنصات إعلامية من شأنها رفع مستوى النقل التلفزيوني والبرامج المخصصة لمتابعة منافسات كرة القدم السعودية، قبل أن يطالب الإعلاميين بنقد عمله وقراراته كرئيس للهيئة، ومرحباً بما يأتيه من انتقادات تساهم في تطوير أداء المنظومة الرياضية.
ويبدو أن رئيس هيئة الرياضة يواجه بالفعل ندرة في الانتقادات الموجهة إلى عمله، خاصة بوجود أكثر من ثلاثة آلاف إعلامي ورياضي كانوا ينعمون على أنفسهم بلقب “ناقد رياضي”، قبل أن تتوقف انتقاداتهم منذ نحو عام، بسبب اعتماد معايير جديدة تلزم “الناقد” بعدم التطرق إلى الجوانب الشخصية، أو تبني صحة المعلومات غير المؤكدة، فضلاً عن تجريم استخدام العبارات العنصرية أو المسيئة، ووضع المخالفين تحت طائلة القانون.
تراجعت الانتقادات بعد تجريد هؤلاء النقاد من أسلحتهم التقليدية، بما فيها السب والقذف وتبني الإشاعات والتشكيك في الذمم؛ ما جعل أكثرهم يفقد شعبيته التي حصدها خلال سنوات طويلة من مهاجمة المسؤولين واللاعبين والإعلاميين وغيرهم، خاصة أن الرجوع إلى الذاكرة يتحفنا بانتقادات “عجيبة” قائمة على “الظن” وجهها أحدهم يوماً إلى مسؤولي رعاية الشباب، بشأن علاقتهم بشبكة ART دون أن يسوق دليلاً واحداً يبرهن الطعن في ذمم هؤلاء المسؤولين!.
“المعالي” وهو اللقب الذي يتداوله الإعلاميون “همساً” للدلالة على رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، بات يواجه أزمة في إقناع “النقاد” أنه لا يمارس تكميم الأفواه، بقدر وضع النقد في إطاره القانوني الذي يحافظ على كرامة المتلقي ويحمي “الناقد” من جلسات المحاكم ومرارة الحبس.
غياب الانتقادات لا يعني عدم وجود أخطاء في قرارات رئيس الهيئة أو ملاحظات على أداء المنظومة الرياضية عموماً.. هناك سلبيات من أهمها المركزية برغم حسناتها في تخطي عقبة البيروقراطية وتسريع ولادة القرار بطريقة نقلت الأندية والمنتخبات بين يوم وليلة من حال إلى حال؛ ما جعل الوسط الرياضي بمكوناته يعتمد على بقاء هذه المركزية كشرط لاستمرار الرخاء!..
ومع هذا النجاح إلا أن المركزية تبقى سياسة إدارية غير مضمونة النتائج؛ لاعتمادها على شخصية وحماسة المسؤول المرشح لمغادرة منصبه يوماً، ما يهدد لاحقاً بنكسة رياضية في حال وصول مسؤول آخر عديم الحماسة إلى المنصب، وحينها سيتمنى الجميع بما فيهم المسؤول السابق لو تم اختيار المركزية كمرحلة مؤقتة؛ تمهيداً لاعتماد طريقة عمل مؤسسي لا تتأثر ببقاء المسؤول أو رحيله.