|


أحمد الحامد⁩
سوشال ميديا
2018-10-11
ألا يعرف الكاذب أن مصير الكذب هو كشفه في النهاية؟ لكن الكاذب لا يفكر بهذه الطريقة، هو يبحث عن مكاسب وعن خلط الأمور دائمًا حتى يواري كذبه داخل هذا الخلط، أبشع ما في تويتر أنه أصبح منصة إخبارية يستطيع أن يمارسها من أراد، وأنه أصبح فضاءً لمن شاء ويصدقه بعض الناس.
ويعيش الكاذبون به في نعيمهم، نعيم خلط الأمور وتغيير الحقائق، في الماضي كانت الصحف والقنوات التلفزيونية ووكالات الأنباء مصدر الخبر، الآن بإمكان أي محتال لديه المال أن يوظف مجموعة من الأفراد محاولاً صنع حقيقة مصدرها كاذب، المشكلة أن لهذا الكذب ضحايا وخسائر كبيرة، والمشكلة الأكبر أن تويتر يعطي مساحة لمن لا يفترض أن تعطى له المساحة؛ لأنه كاذب، ولأنه صاحب أجندة، الشركة المالكة لتويتر لا يهمها ما أتحدث عنه، بل يهمها عدد المستخدمين لهذا البرنامج وقيمتها السوقية والإعلانات والأرباح، ماذا نفعل إذن؟ إن مجرد مجابهة الكاذب دائمًا هي مسألة مزعجة، لماذا نقبل بوسائل التواصل التي تتيح للجميع الاشتراك حتى أولئك العابثين أصحاب الخطط والمؤامرات؟ لماذا لا نضع شروطنا أو نوقفه ونستبدله بآخر نستطيع أن نسيطر عليه؟ في الصين تم استبدال قوقل بآخر صيني، ذكرت تويتر كمثال واحد فقط، لكن ما يحصل به ينطبق على اليوتيوب وعلى تويتر، هل يبقى دورنا هو تكذيب الكاذبين، لماذا لا نلغي وجودهم بالأساس؟ مثلما أظهرت لنا التقنية تويتر نستطيع من خلال التقنية أن نصنع ما هو من مصلحتنا، قبول وجود برامج مفتوحة يستطيع كل من هب ودب أن يلقي بسمومه بها مسألة غير منصفة، الدفاع دائمًا لا يحقق الانتصار، فتح ملاعب جديدة وإلغاء أخرى أو السيطرة عليها هي الأنسب، حتى على مستوى اليوتيوب سمح لمن لا مصداقية له أن يتحدث بكل ما يملكه من جهل أو حقد أو أجندة أن يتحدث كيف ما شاء ومتى ما أراد، من المستفيد؟ أصحاب الأجندة وملاك هذه البرامج الاجتماعية؟ ما الحل؟ أن تدخل لنا بشروطنا وتحت رقابتنا، ألا تفرض علينا تحت مسميات التقنية لا تستطيع إيقافها، وأن العالم أصبح قرية! أنا لا أطالب بعدم استخدامها، بل بالسيطرة عليها لأن كل شيء لا تستطيع أن تسيطر عليه هو مضر، ويجب استحداث البدائل أو وضع الشروط اللازمة لقبولها، هذه المنصات الاجتماعية تحولت من زوايا أخرى إلى منصات كذب، والكاذب لن يتوقف عن كذبه، لذلك يجب ألا يجد المكان الذي يكذب فيه.