|


بدر السعيد
الأذان.. من الملز إلى «بيونس آيريس»..!
2018-10-13
بينما كنت أتصفح تويتر بعد لقاء الأرجنتين والعراق؛ فإذا بي أشاهد مقطعًا سجله ونشره إعلامي أرجنتيني مرافق لوفد منتخبه المشارك في "سوبر كلاسيكو"، الذي تحتضنه بلادي هذه الأيام.
بدأ المقطع بتعابير الإعجاب على محيا الأرجنتيني وهو يستمع لصوت الأذان، في الوقت الذي كان يسير في أرجاء "الملز".. كان منبهرًا وهو يحاول إيصال الفكرة لمتابعيه.. يصمت لثوان فيسمع إحدى جمل الأذان.. يتوقف المؤذن لالتقاط الأنفاس فيعود الأرجنتيني لاستكمال شرحه حول ماهية هذا النداء.. وكيف أن الناس غادروا مقاعدهم إلى أماكن خارج المدرج لأداء فريضة الصلاة.
مقطع قصير في مدته.. تلقائي.. بسيط في مجهوده.. إلا أنه مليء بالمضامين والعناوين والرسائل التي تختصر جهودًا كثيرة وكبيرة لإيصال جزء من مفاهيمنا ونمط حياتنا واعتزازنا بديننا وثوابته.
أعدت مشاهدة المقطع ثلاث مرات فعادت بي الذاكرة إلى وقت مضى شاركت خلاله ضمن فريق العمل أثناء بطولة القارات في العام 1997.. كنّا حينها فرحين بتواجد ذلك الكم من الأسماء الأجنبية التي قدمت من مختلف قارات العالم للنقل، ونجسد لهم ما نملكه كسعوديين من احترام للضيف وطيب تعامل وإتقان في التنظيم وطيب معشر لكل غريب تطأ أقدامه أرضنا.. كانت ردود أفعال الضيوف دافعًا لبذل المزيد وعين الرضا تلوح في تعابيرهم وتصرفاتهم.. حضروا وهم يرددون عبارة Thank you. وغادروا وهم يرددون "شكرًا" كما ننطقها نحن وكما يشعرون بها هم.
إلا أن تأثير تلك الأمور وانتشارها في ذلك العصر كان محدوداً قياسًا بالقدرات الإعلامية وقتها، وغياب التقنية المعلوماتية العالمية المتطورة.. كان ذلك بالأمس.. أما اليوم فإن الحمل بات أثقل من السابق.. والعدسة باتت أوسع وأشمل.. والنقل بات أسرع وأكثر انتشارًا.. اليوم نستقبل أسماءً تملك الملايين من المتابعين.. ومراسلين يرتبطون بالكثير من المنصات المؤثرة.
نقلت ما نقلت ليدرك بعضهم قيمة وأهمية استضافة حدث دولي مثل السوبر كلاسيكو وغيره من المحافل السابقة والقادمة بمشيئة الله.. وليصل إلى أذهان بعضهم مفهوم أوسع من فوز وخسارة أو لقاء كروي ودي مدته 90 دقيقة.. نقلت ما نقلت وكلي ثقة بأن الأحبة من الزملاء المكلفين بتنظيم هذا الحدث، يدركون ما تعنيه هذه الاستضافة من أبعاد ومكاسب.. ولا أبالغ إذا قلت إنهم على جبهة مهمة ينتظرهم فيها وطنهم ليكونوا عند حسن الظن والثقة؛ فينقلوا أجمل ما لدينا إلى ضيوف لهم ثقلهم وتأثيرهم..
وبمثل ما انتقل الأذان إلى "بيونس آيريس".. فإني متفائل بأن تنتقل قيمنا وأخلاقياتنا لكافة أصقاع العالم.. وهو ما سيحدث بحول الله وقوته.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.