|


أحمد الحامد⁩
عندما تسقط المهنية
2018-10-18
لم تكشف حادثة اختفاء جمال خاشقجي سوء إعلام المرتزقة الذين اعتدنا عليهم وأصبحنا لا نثق بهم حتى لو غيروا أسماءهم وبدلوا وجوههم.
ولم تكشف لنا هذه الأزمة حقد بعض العرب الذين أعمى الحسد قلوبهم وعقولهم، ما كشفته لنا هذه الحادثة سقوط المهنية لدى مؤسسات إخبارية عريقة مثل رويترز وبعض الصحف الأجنبية الشهيرة التي تركت كل إرثها وتبعت من لا إرث ولا مصداقية له، سقوط منصات إعلامية مثل رويترز وصحف مثل واشنطن بوست لا يعني أنها كاذبة دائمًا وممنهجة مثل الجزيرة، لكنه يعني أنها سقطت سقطة كبيرة تاريخية لأنها خرجت من أبسط قواعد الصحافة ومعايير العمل الصحفي القائم على التأكد من الخبر، وصحة إجراءات البحث عن مصداقيته ومصدره، لقد شاهدنا وكالة رويترز لأول مرة وهي تشبه قنوات المأجورين، قنوات عائدة لحزب وتنظيم سياسي، سياسة إعلامه الكذب ثم خلق صورة ذهنية سلبية عن سياسة المملكة، لقد شاهدنا رويترز تنقل من قناة الجزيرة الخبر الذي نقلته من صحيفة تركية، تقول بأنها نقلته من رويترز التي تقول إنها نقلته من صحيفة تركية من مصدر تركي مسؤول لم تسمه، ما حدث من سقوط مهني لهذه الأسماء الكبيره خلق لنا مفهومًا جديدًا عنها لم يكن موجودًا، خسارتها لأنها تعتبر رصينة ولا يعني أنها لا تخطئ، ولكن أن تخطئ بمبادئ العمل الصحفي فهذا ما استحق أن نصفه بكلمة سقوط، ستنقشع غيمة الدخان التي افتعلتها وسائل الصخب على مواقع السوشال ميديا والقنوات المصنوعة من أجل أن تشوه سمعة المملكة، لا يوجد عن المملكة ما تخشاه، هي واضحة جدًّا وحازمة جدًّا، لو وفر أصحاب تلك القنوات أموالهم ووقتهم وصنعوا به شيئًا مفيدًا لشعوبهم واقتصادهم وتعليمهم لكان أنفع لهم، ولكن مثل نصيحتي هذه لا تقال لمن يصنع الكذب على المملكة؛ فالجاهل عدو نفسه، سوف تمر الأيام ويمضي الكاذب بكذبه، وتبقى الحقيقة، لكن التاريخ لن ينسى لهم ما فعلوه ببلدانهم وخيراتها وكل شرورهم لأشقائهم. كما لم ينس لكل من فعل ذلك سابقاً، المملكة تعرضت في السابق لمثل ما تتعرض له الآن من تزوير وتلفيق وحملات إعلامية منظمة، ما الذي حدث؟ زال الكاذب بكذبه، وبقيت المملكة منارة خير وسلام وقلباً للعروبة ومنارة إسلامية يعتز بها كل مسلم، وبقيت المملكة دولة كبرى من أبرز دول العالم لأنها تصرفت على قدرها وحجمها وعطائها.