رئيس تحرير «شمس» يكشف حكايات طويلة في مشواره مع الصحافة والإعلام
دراج: توسعت اهتماماتي.. وتركت الرياضة
يملك خالد دراج، الرئيس السابق لتحرير صحيفتي الرياضي وشمس، إرثًا إعلاميًّا كبيرًا، فهو من الإعلاميين القلائل الذين تنقلوا بين أقسام الصحافة، بدءًا بالإعلام الرياضي، مرورًا بالاقتصادي، قبل أن يستقر كاتبًا سياسيًّا، وخلال مشواره الإعلامي الذي امتد أكثر من 35 عامًا، ترأس تحرير صحيفة رياضية، وأخرى شاملة. هذه الخبرة العريضة، تؤهله لأن يقول رأيه في الإعلام السعودي بصراحة، وقد كان رأيًا صادمًا ومقلقًا:
01
انقطعت فترةً طويلة عن الإعلام، لماذا؟
انقطعت عن الإعلام الرياضي، وليس الإعلام بشكل كامل. ظهوري الأخير كان بوصفي ناقدًا حصريًّا في "لاين سبورت" بعدها توقفت، وحتى قبل ذلك كنت مبتعدًا لأسباب عدة، منها أنني كنت رئيسًا لتحرير صحيفة شمس لثلاثة أعوام، ما شغلني عن الإعلام الرياضي، الذي شهد انطلاقتي، وعلى أساسه سجلت حضوري في الإعلام، ولا أجد غضاضة في أن أقول ذلك، لكنَّ ظروف عملي منعتني عنه، بعدها وجدت أنني أعطيت كل ما عندي، والأهم أنني لم أجد نفسي في البيئة الرياضية السائدة، كما أن اهتماماتي بدأت تتوسَّع، وصرت أهتم بالشأن السياسي والاقتصادي أكثر، والآن أكتب عمودًا سياسيًّا في صحيفة الحياة، إضافة إلى عملي الخاص في مركز الاستشارات الإعلامية.
02
ألا ترى أن ابتعادك، وغيرك
من الإعلاميين المخضرمين، فتح المجال لدخول أشخاص شوَّهوا الإعلام الرياضي؟
الإعلام الرياضي مرَّ بمراحل كثيرة. الفترة التي كنت أعمل فيها محررًا، أو رئيسَ قسمٍ، مررت فيها بتغييرات عدة. الإعلام بشكل عام تغيَّر من حيث نمطية العمل والتفكير. الإعلام الرياضي مرَّ بمرحلة حرجة جدًّا، وبلغ ذروة هذه المرحلة العام الماضي، ولولا تدخل المستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة، ووضعه حدًّا لهذا التدهور، لكان الوضع أسوأ بكثير. تدخُّله في "تهذيب الإعلام"، أسهم في إيقاف الانحدار الذي وصل إليه هذا الإعلام.
03
بحكم تجربتك الطويلة، ما محطتك الأبرز في العمل الإعلامي؟
كانت في "شمس"، التي أعدُّها المحطة الأهم في حياتي، ولا أنسى دور عكاظ التي صقلتني وأهلتني لأصبح رئيس تحرير. "شمس" كانت القطاف بالنسبة إلي، صببت فيها عصارة جهدي، وقدمت عملًا أزعم أنه وجد حضورًا ممتازًا، ووصلنا إلى رقم توزيعي عالٍ في وقت قصير، وكنت أتمنى لو استمر هذا المشروع سواء بي أو بغيري، فشمس منذ أن بدأت مع بتال القوس، كانت فكرة مختلفة، قدمها بشكل مختلف "تابلويد"، بعد ذلك حضر خلف الحربي ولم يستمر طويلًا، ثم أتيت أنا وخلطت التجربتين بشكل جديد، لكن لشروط ما كان هناك استشراف من مجلس الإدارة بأن الوضع الإعلامي سيكون مكلفًا، ولم يكن هناك توازن بين الإنفاق والدخل، وأتمنى أن تعود "شمس" ولو بشكل رقمي.
04
هناك مَن يتهم الإعلام السعودي بأنه ليس مؤثرًا، ولا يساير القوة التي تملكها السعودية سياسيًّا واقتصاديًّا، هل ترى هذا منطقيًّا، أم أن الإعلام يُظلم في ذلك؟
هذا صحيح. كان لي بحث مطوَّل حول ذلك، قدمت فيه محاضرة في نادي الطائف الأدبي. الجانب السياسي والاقتصادي أقوى من الإعلامي، نحن أيضًا أقوى ثقافيًّا وأمنيًّا منا إعلاميًّا، كل شيء يسير بشكل جيد إلا أن الإعلام ما زال متعسرًا، ولا يواكب هذا التطور. الإعلام السعودي أقل من قيمة السعودية إقليميًّا ودوليًّا.
05
هل ترى أن الإعلام التقليدي قادر على ذلك؟
أنا لا أتحدث عن الإعلام الورقي فقط، بل عن الإعلام بكافة وسائله، مستوى وقيمة. معظم الصحف الكبرى في العام ما زالت تصدر ورقيًّا، بينما إعلامنا الورقي يحتضر، لكنَّ هذا لا يعني أنه يتوقف، هو يحتضر لأنه لم يجد من يحتضنه بشكل مختلف. نحن نحتاج إلى أن يكون لنا إعلام مؤثر في العالم.