|


أحمد الحامد⁩
ما بين القلب والعقل
2018-10-19
ألا تعيش بقلبك تصبح حياتك قاسية وجافة، وأن تستخدم قلبك فقط تصاب بما تصاب به القلوب دائماً، الإنسان يبحث دائمًا عن تلك المعادلة السحرية، كيف يتصادق القلب والعقل دائماً؟
يقول مارتن لوثر كينج: عندما تتخذ القرار الصحيح لا تبالي لقلبك، تألم يومًا، شهرًا، بقرار عقلي صحيح أفضل من أن تتألم طيلة حياتك بقرار خاطئ من قلبك، هذه مقولة جميلة تحتاج إلى شخص ناجح حتى يطبقها، عادة الناجحون لا يحتاجون إليها؛ لأنهم طبقوها ومضوا، أما الذين ضعفت قلوبهم فلا أعلم إن كانت أعمارهم ستتيح لهم الوقت الكافي لتطبيقها، القلوب تحتاج إلى تدريب أيضاً، صدمات، انتباه، مساعدة العقل حتى يتحرك ويعمل كما هو مفروض منه، يقول لي أحد المعارف بأنه سلِم من بعض مطبات الحياة؛ لأنه ابتعد قدر ما يستطيع من الناس التي قد تضعه بمواقف عاطفية يستخدم بها قلباً لا عقل له، فاكتفى بأسرته الصغيرة جدًّا. وصديقان بعيدان جداً، شارلي شابلن يؤيد هذا الصديق جزئياً حيث يقول: الحياة قد تصبح رائعة إذا تركك الناس وشأنك، لكن شارلي لم ينهِ المشكلة بالابتعاد عن الذين لن يتركوك وشأنك، بمعنى إذا لم يتركوك وشأنك هل ستقف متفرجاً، لا أعلم إن كان شارلي قد ابتعد وحصل على حياة جيدة، لا شك أنه حصل على مجد عظيم من حب الناس له، الأم تيريزا تفكر من زاوية مختلفة جداً، لا شك أنها زاوية الحب، تقول: إذا أدنت الناس فلا وقت لديك كي تحبهم، تيريزا استثنائية لكنها تقول الحقيقة؛ لأنها طبقت مقولتها على أرض الواقع، ولا أعلم إن عاشت حياتها سعيدة، لأن أنطون تشيخوف كتب يوماً: كلما زاد نقاء المرء زادت تعاسته، هل يقصد تشيخوف أنك قد تصدم بتصرفات بعض من حولك بسبب حسن نيتك التي لا تفسر الأمور ولا تفكر بها ولا تحللها؛ فتحصل على نتيجة سلبية، أعود للقلب الذي يجب أن يتوازن مع العقل، وإلا فإن الأمور ستأخذ منحنيات صعبة، غريب أمر هذا الإنسان، غريب أمري أنا، أحياناً أقول لنفسي دع قلبك يقودك في هذه الحياة، وأحياناً أقول: أين عقلي؟ ثم إذا ما استخدمت عقلي طويلاً قلت أين كان قلبي؟ أعود لمارتن لوثر كينج، يبدو أنه يقول لا تترك قلبك وحيداً، دع عقلك دائماً بجانبه، ودعه هو من يتخذ القرار في بعض المواقف حتى تستطيع استخدام قلبك في المواقف الأخرى، وبمعنى أن عقلك هو من يحمي قلبك.