|


نبيه ساعاتي
مستقبل الاستثمار الرياضي
2018-10-26
يعتبر الأسكتلندي آدم سميث أبا علم الاقتصاد الحديث، وهو الذي قدم الكثير من النظريات الاقتصادية التي لا يزال يعمل بها حتى يومنا الراهن. كما أصدر العديد من المؤلفات لعل أبرزها مؤلفه "ثروة الأمم" الذي يعد أحد أهم ركائز الاقتصاد العالمي اليوم، الذي طالب فيه بإعطاء الحرية للجميع لإنتاج وتبادل البضائع وفتح الأسواق أمام المنافسة المحلية والخارجية، إيمانًا منه بأن ذلك من شأنه أن يعزز الرخاء.
وامتدادًا للحديث عن تعزيز الرخاء فمحليًّا جاء مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار 2018 ليترجم الفكر الاقتصادي المتميز والمنفتح الذي ينهجه قياديونا، للنهوض بالاقتصاد الوطني والوصول به إلى آفاق عالمية تزول في خضمها كل الحدود الجعرافية، وتسقط أمامها أي حواجز؛ ليكون ذلك محفزًا لمن يرغب في الاستثمار في أحد أقوى اقتصاديات العالم.
إن المنتدى في نسخته الثانية ركز على الاستثمار في مجالات عديدة في مقدمتها الذكاء الصناعي والتحول الرقمي وتطوير العنصر البشري، بمشاركة "135" متحدثًا يمثلون نحو "140" مؤسسة يتقدمهم شخصيات اقتصادية عالمية أمثال وزير الخزانة الأمريكي ورئيس صندوق الاستثمارات الروسي والرئيس التنفيذي لشركة باتريك الفرنسية وغيرهم. ليس ذلك فحسب، بل إن أهمية الحدث دفعت قيادات سياسية رفيعة المستوى إلى حضور المنتدى يتقدمهم ملك الأردن ورئيس وزراء باكستان ورئيس وزراء لبنان ونائب رئيس الدولة في الإمارات وولي عهد البحرين وآخرون.
وفي حدث اقتصادي كبير بهذا الحجم، كان لا بد للرياضة أن تحضر وذلك عبر كلمة ضافية ألقتها الأميرة ريما بنت بندر وكيل رئيس هيئة الرياضة على هامش المؤتمر، والتي أكدت فيها أن الرياضة في المملكة مجال خصب للاستثمار، وأن المشاريع الرياضية المرتقبة تلبي رغبات المجتمع وتجري على قدم وساق. وأتصور أن الرياضة ستكون حاضرة بقوة في النسخة الثالثة من المؤتمر عندما تكتمل إعادة الصياغة التي تمر بها حاليًا.
ولعل النجاح الكبير الذي حققه المنتدى رغم التحديات التي واجهته والظروف غير العادية التي تمر بها مملكتنا الغالية، يعتبر إنجازًا عملاقًا يسجل بماء من ذهب، أولاً باسم سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان ـ حفظه الله ـ الرجل الذي حمل على عاتقه مسؤولية بناء مستقبل البلد؛ فراح يبذل كل ما في وسعه لإعادة تصميم شتى المجالات الحياتية لتكفل لأبنائنا حياة مستقبلية طيبة، ثم ثانيًا للقائمين على المنتدى صغيرهم قبل كبيرهم، الذين أثبتوا بالفعل أن همة السعوديين مثل جبل طويق.