|


مروحية ليستر تعيد ذكريات حادثة عبدالله بن سعد

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.10.31 | 11:49 pm

ما يزال الطريق المحاذي لنهر السور والمؤدي إلى ملعب «كينغ باور» تملؤه الدموع وتطوقه أكاليل الزهور، حزنا على مقتل التايلاندي فيتشاي سريفادانابرابا مالك نادي ليستر سيتي، إثر سقوط مروحيته الخاصة وبداخلها ثلاثة من مرافقيه، في حادثة هزّت مجتمع الرياضة حول العالم.



في إبريل الماضي رفض فيتشاي أن يحتفل بعيد ميلاده الـ«60» بمفرده، ومنح مشجعو ليستر المتواجدين في مباراة نيوكاسل مشروبات مجانية، ومن فرط كرمه أهدى قبل عامين سيارة بي إم دبليو الفاخرة من طراز «I8s» لكل لاعب بعد الفوز بالدوري، في المقابل رسمت جامعة ليستر صورة جدارية زيتية كبيرة لرجل الأعمال على أحد أسوارها تكريما وتقديرا لكل ما فعله طوال الأعوام الثمانية الماضية.



أصدق رثاء في حادثة فيتشاي الحزينة، ما قاله المهاجم جيمي فاردي: "أعاني لكي أجد كلمات مناسبة، بالنسبة لي أنت أسطورة ورجل لا يصدق، شكرا على كل شيء فعلته لي ولأسرتي"، وعزّى الحارس كاسبر شمايكل بقوله: "لم أعرف رجلاً مثله، كان مخلصا وشغوفا ولطيفا وكريما، لقد افتقدنا القائد والأب". وتحدث المدافع هاري ماغواير: "الكلمات لا يمكن أن تصف ما أشعر به، رحل رجل عظيم، سيفتقده الجميع كثيرا".



قبل 24 عاما وقعت حادثة مؤسفة في السعودية تشبه حادثة ليستر، حيث ركب رئيس الهلال السابق الأمير عبدالله بن سعد سيارته الخاصة بصحبة أربعة من مرافقيه، وغادروا جميعا العاصمة الرياض باتجاه منطقة القصيم، من أجل حضور مباراة الهلال أمام النجمة على ملعب التعليم في عنيزة ضمن مسابقة الدوري.



وقبيل 30 كلم من محافظة المجمعة، انفجر إطار السيارة الأمامي فاختل توازن السيارة وارتطمت بالحاجز الجانبي وانقلبت السيارة عدة مرات على جانب الطريق، وقتها فاضت روح الأمير عند عمر يناهز الخامسة والثلاثين، ولحق به أحد المرافقين وأصيب الآخرون بجروح، في حادثة جرحت كل أطياف المجتمع السعودي والخليجي.



الأمير عبدالله بن سعد المولود عام 1959، درس ما بين جدة والرياض، ثم أكمل تعليمه الجامعي في أميركا حيث نال هناك درجة البكالوريوس في الاقتصاد، وعندما ترأس الهلال المرة الأولى ما بين أعوام 1983-1990، حقق النادي عدة بطولات غير مسبوقة من بينها أول بطولة خارجية أمام العربي الكويتي، وهو ما جعل الهلاليين يطلقون عليه لقب «وجه السعد».



أشهر تصريح صحافي قاله الأمير عبدالله بن سعد، جاء بعد بعد ثلاثة انتصارات زرقاء متتالية ضد النصر في بطولة الدوري عام 1993 وبنتائج مدوية (3-2، 4-1، 3-صفر)، إذ قال يومها تصريحا أغضب النصراويين كثيرا ولمدة طويلة: "إن التنافس بين الهلال والنصر انتهى، وعلى الهلال يجب أن يبحث عن منافس حقيقي ليبقى التحدي والمنافسة".



بعد حادثة عبدالله بن سعد المفجعة، قال عنه قائد الهلال السابق صالح النعيمة: "إن الموت حق ولكن كان موته فجيعة هزت الأركان". أما يوسف الثنيان: " شخصيا عرفت فيه الحب، ولن ينساه الجميع". بينما قدّم سامي الجابر تعازيه بقوله: "سيبقى خالدا في نفسي ونفوس كل الهلاليين". وتبقى كلمات الأمير الراحل فيصل بن فهد الأكثر تأثيرا بقوله: "إن حروف اللغة تعجز في هذه اللحظات عن ترجمة ما نشعر به".