إقبال خليجي أدى إلى انتشار الكبسة والفول في المنطقة الإندونيسية
بونشاك.. أرض الشاي تستقطب السعوديين
اعتاد سائقو أجرة إندونيسيون قطع مسافة الـ 80 كيلومترا، الفاصلة بين جاكرتا العاصمة ومنطقة بونشاك الواقعة جنوبها، بصفة دورية، بطلبٍ من سياح وزوار يفضّلون الخروج من العاصمة، للإفلات من الزحام وارتفاع الحرارة.
ومن حين إلى آخر، ينقل عبد الله، وهو أحد هؤلاء السائقين، سعوديين يزورون إندونيسيا بغرض العمل أو السياحة ويعدّون بونشاك، الجبلية الخضراء، إحدى وجهاتهم المفضلة، كونها ترتفع عن سطح الأرض وتتميز باعتدال طقسها.
وفي تلك المنطقة التي استمدت اسمها من ممرٍ يشق جبالها ويعد شريانها الرئيس، تنتشر المنتجعات السياحية والحدائق والمطاعم. لكن المطاعم والمتاجر التي تحمل أسماءً عربية وتقدم الأكلات والمنتجات السعودية تزايدت أخيرًا فيها، في مؤشر على إقبال متصاعد من السياح العرب.
وبات يسيرا، على زائر بونشاك، اختيار المندي في حصة الغداء، أو تناول وجبة فطور من الفول والتميس، وهو ما رصدته “الرياضية” خلال جولة ميدانية سياحية.
لا يحتاج سكان وزوار تلك المنطقة، الواقعة جنوب العاصمة والفاصلة بين مدينتي بوجور وباندونج، إلى اقتناء أو تشغيل أجهزة تكييف، في أشهر عديدة من العام. وفي هذا التوقيت، تستقبلهم سماء غائمة ودرجة حرارة لا تزيد عن 22 مئوية. ويوزع السياح أوقاتهم في بونشاك بين معالمها الرئيسة، وأبرزها سفاري تامان، وهي محمية تضم حيوانات، مثل الفيلة، والأسود، والنمور، والحمير الوحشية، والقردة، وغيرها. وعلى سفوح المرتفعات الخضراء، تقع مزارع الشاي المعروفة باسم جونونج ماس، التي يحرص الزوار على السير داخلها، إما على الأقدام أو على ظهر خيول. يعاين الزائر مراحل صناعة الشاي، حيث تتاح له زيارة مصنع يحيل تلك الأوراق الخضراء إلى منتَج يقدم إلى المستهلك. ويجد محبو المواقع المائية غايتهم في مواقع عدة من بونشاك، بينها بحيرة تيلاجا وارنا، ومنطقة الشلالات والملاهي المائية.
وتنشط حركة السياح في بونشاك صباحا، بينما يسود الهدوء ليلا. وفيما تزخر المنطقة بعديد الفنادق، فإن الخليجيين يفضلون تأجير الفيلات.وتتعامل غالبية الأماكن السياحية في المنطقة بالروبية الإندونيسية، فيما يتحدث كثير من أصحاب المتاجر ومقدمي الخدمات باللغة العربية، ما يسهل التعاملات على الزوار الخليجيين، الذين يقصدون أيضا مسجد التعاون، ذي التصميم الحديث والواقع أعلى تلة جبلية.