|


د. حافظ المدلج
جبل طويق
2018-11-02
كتبت السبت الماضي بعنوان “ارفعوا السقف” عن نداء الأمير “محمد بن سلمان” للشعوب العربية بقهر المستحيل وصناعة مستقبل يضاهي أوروبا، بطموح يعانق عنان السماء، وكنت أرى في حديث قائد مسيرة الشباب ومهندس رؤية 2030 الذي قاله على منصّة مبادرة مستقبل الاستثمار دروساً يمكن أن تغير واقعنا ومستقبلنا، إذا تعاملنا معها كما رسم لنا هذا القائد الفذّ، الذي شبّه همتنا وشموخنا وقدرتنا على الصبر والتحدي والصمود بصلابة “جبل طويق”.
إن في التشبيه معاني عظيمة نحتاج الوقوف معها لنقول للعالم أجمع إننا شعب قوي، عاش قبل النفط حياة لا يتحملها معظم شعوب الأرض، ولكن الأجداد لم يشتكوا أو يتباكوا، بل فوضوا أمرهم لله رب العالمين؛ فاستجاب لهم ورزقهم من حيث لا يعلمون ذهباً أسود غيّر مجرى التاريخ، فأصبحنا في سنوات وجيزة أغنى دولة في العالم، لكننا لم ننس جذورنا أو نتناسى ماضينا الذي نتذكره بفخر رغم مرارة العيش فيه؛ ولذلك فشبابنا أقدر من غيرهم على العيش في أي ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية، ومستعدون لمواجهة الرياح مثل “جبل طويق”.
وحين تحاول الأمم النيل من البلد العظيم يصطدمون بالشعب العظيم الذي يقف قلباً وقالباً مع قيادته، يتبادل معهم الولاء والوفاء، وحين تسعى بعض الجهات المعادية لشق الصف يجدون أمامهم بنياناً مرصوصاً لا يستطيع كائن من كان أن يعبث بوحدته أو يزعزع ثقته، أو ينال من تماسكه، فنحن على مرّ السنين أكثر شعوب الأرض استقراراً وطمأنينة؛ لأننا ورثنا عن الآباء والأجداد قوة القلب وجلاء البصيرة وصلابة العظم الذي لا يكسر إلا بكسر “جبل طويق”.
تغريدة tweet:
مرّ أسبوع وأنا أفكر لماذا اختار “محمد بن سلمان” جبل “طويق” دون كل الجبال؛ فوجدت الإجابة في كتب التاريخ وقصائد الشعراء التي تتحدث عن هذا الجبل الشامخ، الذي يقع في قلب إقليم اليمامة التاريخي، وكأنه يمثل قلب المملكة العربية السعودية، بل إنه يشبه صفات الشعب السعودي كما وصفها ولي العهد بإبداع صادق، تجاوبت معه وسائل التواصل الاجتماعي؛ فكان وسم #جبل_طويق مفضلاً عند المغردين الذين تفننوا في الربط بين الجبل والرجل، وكأنهم يترجمون رسالة قائد النهضة الشبابية، ويؤكدون وقوفهم معه بصف واحد مرصوص ومتماسك وهمّة لا تلين ولن تستكين أبداً، وعلى منصات طويق نلتقي.