|


كارينيو والنصراويون.. هل انتهى شهر العسل؟

الرياض - إبراهيم الأنصاري 2018.11.05 | 10:42 pm

في مطلع سبتمبر من عام 2012 أعلنت إدارة نادي النصر برئاسة الأمير فيصل بن تركي إقالة ماتورانا المدرب الكولومبي المخضرم الذي كان ضحبة أحد الديربيات التي خسرها أمام جاره الهلال، والتعاقد مع بديله الأوروجوياني دانيال كارينيو، الذي تولى زمام الأمور في الفريق العاصمي وسط تخوف وترقب من عشاقه على فريقهم من مدرب مغمور، لا تدل المسيرة التي خاضها قبل قدومه إلى الرياض على أن فريقهم كسب مدرباً عظيماً وداهية يهابه الخصوم، ولا يملك في سجله أي بطولة، قد يتفاءل بها النصراويون أن تساعد مدربهم الجديد على العودة بالفريق إلى منصات التتويج بعد غياب طويل جفت من خلاله دموع الفرح من أعين النصراويين، وكانت الأحزان والنكسات والبكاء على حال فريقهم هي الأكثر.
وصل الأوروجوياني إلى العاصمة السعودية وباشر عمله في فريقها، ولم تمض عدة أسابيع وجولات حتى جعل النصر في ثوب جديد، وبدأت تتضح لمساته على الفريق جولة بعد الأخرى حتى بات العمل الفني الكبير الذي يؤديه مترجماً على أرض الواقع بتحسن نتائج النصر محلياً وخارجياً، حيث قاد الفريق العاصمي في 20 مباراة انتصر في 11 وتعادل في 7 مواجهات وخسر في مباراتين، وحل الفريق النصراوي رابعاً في سلم ترتيب الدوري، وخسر نهائي كأس ولي العهد من أمام الهلال بركلات الترجيح، حيث أطلق تصريحه الشهير بعد تلك الهزيمة، التي جعلته يتألم بشدة: "سأهزمهم جميعاً".
في الموسم التالي، عاد الأوروجوياني وقاد النصر إلى تحقيق لقبي الدوري وكأس ولي العهد من أمام الهلال وثأر من هزيمة الموسم الماضي بعد أن حصد لقبي الدوري والكأس على حساب الهلال، وحقق الفريق برفقته 20 انتصار، وتعادل في 5 لقاءات وخسر في مباراة وحيدة، ليصنع النصراويون من ابن مدينة مونتيفديو بطلهم الخاص وأيقونتهم التي لا تمس، بعد أن رحل عقب نهاية الموسم تاركاً خلفه شعبية عظيمة وجماهيرية لا تمس، عقب أن أدى مهمته بنجاح وأعاد أصفر العاصمة وفارسها إلى منصات التتويج بعد غياب أستمر قرابة العقدين.
بعد رحيل كارينيو خسر النصر 31 مباراة بين البطولات المحلية والخارجية وتعاقد الفريق العاصمي مع 8 مدربين، وهم الإسباني راؤول كانيدا والأوروجوياني جورجي دا سيلفا، والإيطالي فابيو كانافارو، والكرواتي زوران، والفرنسي كارتيرون، والبرازيلي ريكاردو جوميز، والأرجنتيني كونتيروس، والكرواتي يورسيتش، وتخبط الأصفر ما بين القارات من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية، عندها علم النصراويون وأيقنوا أن داءهم ودواءهم لدى الأورجوياني الذي بات مربياً للخيول في مزرعته الخاصة في العاصمة الأوروجويانية مونتيفديو.
في مارس الماضي، أعلن سعود السويلم رئيس النصر الجديد تعاقده مع كارينيو الملقب بـ"إل كريسبو" التي تعني بالإسبانية ذا الشعر المجعد وبدا أن شمل المحبين يجتمع بعد فراق أستمر 4 أعوام، وبدأت الليالي الملاح في أصفر العاصمة بعد أن عاد كارينيو محبوبهم الأول وباني مجد النصر الحديث، وأبرمت الإدارة النصراوية العديد من التعاقدات المدوية والمميزة أمثال أحمد موسى والبرازيلي جوليانو والمغربي نور الدين أمرابط والعديد من الأسماء المميزة وبات النصراويين ينطلقون أن يسدل الستار على افتتاح الموسم، ومرت العديد من الجولات بانتصارات كبرى للنصر في الدوري توجته بالصدارة إلا أن الكثير من النصراويين لم يروا في كارينيو ولا فريقهم مظهر البطل وشخصيته التي تميز بها في المواسم السابقة، وأطلق أسطورة النصر ماجد عبدالله تصريحه الشهير حول كارينيو الذي أكد من خلاله أنه "غشيم" ولا يصلح لقيادة النصر في الوقت الجاري، وكان مثل القنبلة التي هزت ثفة وزلزلة ثقة محبي النصر في مدربهم المحبوب وحضرت مواجهة الأهلي السبت الماضي والخسارة المدوية 0-2 وفقدان صدارة الدوري وتراجعه للثالث، جميع تلك الأحداث والوقائع تؤكد أن أشهر العسل ما بين النصراويين وكارينيو بدأت تحتضر وقد تكون المواجهتان المقبلتان للفريق العاصمي أمام مولودية الجزائر والاتفاق هي المسمار الأخير في نعش تلك العلاقة الكبيرة؟.