|


أحمد الحامد⁩
عن النفس والسعادة والحياة
2018-11-05
إحسان عبد القدوس وصل إلى نتيجة عكسية لطموح الباحثين عن مرحلة يستطيعون أن يهدؤوا بها ويتخلصوا من كل ما يشغل النفس ويتعبها، يرى عكس ذلك تماماً "أن الذين يبحثون عن الراحة في مكان هادئ مخطئون.
الهدوء لا يريح.. بالعكس إنه أكثر إرهاقاً للأعصاب وللعقل من الضجيج؛ فالراحة الحقيقية هي أن ترتاح من نفسك أن تجد ما يشغلك عنها"، هكذا توصل إحسان لسبل الراحة بإشغال النفس وعدم إعطائها المجال "لتوريطك" معها، محمد الغزالي أبدى إعجابه بالإنسان الذي "كبر دماغه" وآمن إيماناً ملائكياً "يعجبني أن يواجه الإنسان هذه الحياة وعلى شفتيه بسمة تترجم رحابة الصدر وسماحة الخلق وسعة الاحتمال، بسمة ترى في الله عوضاً عن كل فائت وفي لقائه المرتقب سلوى عن كل مفقود"، لا شك أن ما أعجب الغزالي من البشر هم أولئك الذين وصلوا إلى مرحلة "الكبار" بكل ما تعنيه هذه الكلمة، الكبار الذين يرسمون شكل الأوقات من خلال السيطرة عليها ثم تفصيلها كما تناسبهم مهما كانت الظروف والأحداث، كل شيء يتغير عدا إيمانهم فهو ثابت لا يتغير، خالد المنيف يصف الشخص السعيد بالصانع "السعيد هو الذي يحمل طقسه معه، لا يهمه إن كانت السماء صحواً أو مطراً" تشبه مقولة المنيف كلمات الرضا والقناعة وغنى النفس ومعرفة قيمة كل هذه الكلمات والعيش بداخلها، ثم استخراج أجمل ما بها على أرض الواقع، شخصياً عرفت أن سعادة الإنسان مربوطة به أولاً، إن كان يريد أن يكون سعيداً أو لا يريد، إنها مسألة اختيارية لا تتطلب الكثير، بل تحتاج إلى تفكير سليم وبسيط، التفكير البسيط هو الأقرب دائمًا إلى الحقيقة إذا ما كان الهدف هو الحصول على السعادة، توفيق الحكيم أوصى بالخيال في الحياة، في إشارة منه إلى عظمة عقل الإنسان، وكيف أن الخيال يصنع لك أراضي وعوالم متعددة "الخيال هو ليل الحياة الجميلة، هو حضننا وملاذنا من قسوة النهار الطويل، إن عالم الواقع لا يكفي وحده لحياة البشر، إنه أضيق من أن يتسع لحياة إنسانية كاملة".
الحقيقة أن الذي يرى من بعد سيشاهد تناقضات الحياة وتناقضات الإنسان، كل يبحث عن ما يعتقد أنه مصدر سعادته، قد يسعى طوال حياته مع عدم الحصول عليها، قبل مدة قرأت
ما آمنت به لغاية الآن إن السعادة
حالة ذهنية!