|


سعد المهدي
دورينا على خطى الإنجليزي
2018-11-07
يغفل بعض الناس عن أن هناك أمورًا يمكن لها أن تزيد، أو تُنقص من قدرة الفريق على تحقيق أهدافه، مثل شعبيته، وسجله البطولي، وتاريخه التنافسي، وحاضره الفني.
الجولات الثماني التي انقضت من دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين، تشير إلى ذلك، إذ على الرغم من دعم كل الأندية من قِبل هيئة الرياضة وتحفيزها لها لتقديم أفضل ما يمكنها تقديمه إلا أن الفوارق السابقة بقيت بينها كما هي، لكن دون إنكارٍ أن جميعها أظهرت كفاءة عناصرية وخططية عالية، ما كان يمكن الوصول إليها لولا هذا الدعم.
في المواسم الماضية كان صعود النادي إلى الدوري الممتاز يعني أن إمكانية عودته من جديد إلى دوري الدرجة الأولى مسألة وقت. هذا كان يعني أن الفرق الصاعدة مع الأخرى التي كادت تهبط، تدخل في صراع وجود، وهكذا كل موسم، فيما تعيش أندية أخرى في المنطقة الدافئة، وأندية لا تتجاوز فعليًّا الثلاثة، تتنافس على اللقب، لكن دون أن تفرز لنا صراعات كروية بين كل الأندية بقيمة تنافسية عالية.
الموسم الجاري، وقد ظهرت ملامحه الأولى، ليس فيه جديد على مستوى عدد الأندية التي ستنافس على اللقب، لكنه مختلف جدًّا في بقية تفاصيله، إذ يشهد طفرة على صعيد القيمة الفنية والعناصرية، وهذا يظهر على مستوى التنافس في الـ 90 دقيقة، ذلك يعود إلى ما تمت إضافته إلى جميع الأندية من لاعبين محترفين أجانب وأجهزة فنية، تفاوتت في حجمها الفني، وتباينت في أدائها حتى الآن. نعم هي لم تستطع فرض التنافس الجدي على المراكز، لكنها أجبرت الجميع على أن ينتظر نتيجة كل مباراة.
كل دوريات العالم تنحصر بطولاتها في أندية بعينها لا تتجاوز الأربعة. هذا لم يكن مقلقًا كثيرًا في الدوري الإنجليزي، إذ إن جميع مبارياته تفرض على الجمهور والنقاد حبس أنفاسهم حتى معرفة نتيجة المباراة بعد نهايتها. هذه قيمة المنتج الحقيقي الذي يمكن تسويقه وبيعه، وهذا ما نظن أن الدوري السعودي يسير على خطاه.
الأندية التاريخية ذات الشعبية والسجل البطولي الحافل، ستبقى محافظة على فرص الفوز بالألقاب ما ظلت متماسكة، وفي حالة إدارية ومالية جيدة، إلى أن تفقد أحد أركان بقائها، مهما حصل، وستبقى فرص غيرها قائمة لكن مثل شيء نادر ولا يكتسب صفة الاستمرارية.. ما يهم عشاق لعبة كرة القدم هو أن تحتفظ جل مباريات الدوري بغموضها وتشويقها وإثارتها، وهذا يحدث حتى الآن في الدوري السعودي، ونرجو له الاستمرار والمزيد.