|


د.تركي العواد
تركي آل الشيخ وفيصل بن فهد
2018-11-07
ضربنا الجفاف واستقوى علينا الظمأ، تشققت شفاهنا والتصقت ألسنتنا باللهاة.. لا أمل في المطر.. لم نعد نرى السحاب، حتى السراب من قلة الطموح وضيق الأفق هرب.
عشرون عاماً من الحرمان.. عشرون عاماً من لعب دور المتفرج. مللنا التصفيق وملنا التصفيق. أسياد آسيا أصبحوا غرباء في القارة الصفراء. صدقنا إن فارس آسيا لا يقوى على النهوض. اعتقدنا أن التاريخ ذهب مع الريح. إحباط بعد إحباط فتحول المنتخب إلى مصدر التعاسة والنكد. وبقينا نجتر الماضي البعيد، "الله يرحمك يا فيصل بن فهد".
عندما وعدنا تركي آل الشيخ بأن الكرة السعودية ستعود إلى مكانها الطبيعي على عرش آسيا حككنا الرؤوس وابتسمنا ونحن نردد في داخلنا "من جدك؟". خيالنا الفقير يوسوس لنا بيأس "لن يتغير شيء.. الكلام يبقى كلاماً.. الزمن يمر دون حراك وستزيد سنواتنا العجاف"، ولكن المستشار وعد فأوفى. كان واثقاً من أن البطولات ستبدأ.
ما حصل لا يمكن أن نستوعبه،
فكيف يأتي المطر دون سحاب؟
كيف يتحول الانكسار إلى انتصار؟
وكيف لرجل واحد أن يقلب الموازين ويقول للتاريخ "كما كنت"؟
كان لدينا أفضل من تركي العمار ولم نحقق آسيا.. كان لدينا أكثر من خالد العطوي وبقينا نراوح في المكان.. كان معنا من هم أكثر خبرة من حمزة إدريس ولكن الخسارة أصبحت عادة.
كل شيء تغير.. نحن في عصر جديد.. عصر الروح والحياة والمبادرات.. عصر الشباب والعمل والإخلاص والأمل. يجب أن نستثمر الدعم والرغبة عند الدولة والشعب ونحول الغبار إلى ذهب، كما فعل أبطالنا يوم الأحد.
شكراً لولي العهد الذي زرع فينا الأحلام الكبيرة. بحجم جبل طويق نشكره، فهمة جبل طويق تحركت في داخل شباب المنتخب. شكراً لتركي آل الشيخ الذي آمن بنا قبل أن نؤمن بأنفسنا، شكراً لقصي الفواز الذي قال للاعبين قبل البطولة لا نريد فقط بطاقة التأهل إلى المونديال بل تحقيق الكأس.
سنوات الجفاف انتهت، لا ظمأ بعد اليوم، سنرتوي حتى الشبع، سنأكل الأخضر واليابس. بدأنا بكلمة، بدأنا بحلم واليوم تصدق الكلمات وتتحقق الأحلام وتعود المملكة كما كانت من زمان فوق هام السحب.