|


شماغا النفيعي وابن فيصل يتطايران

الرياض – عبدالرحمن عابد 2018.11.08 | 10:47 pm

قيل إن الشماغ ظهر أول مرة على دينار عبد الملك بن مروان خلال حكمه «عام 77 هجري»، بينما لا يوجد اتفاق على تاريخ نشوء العقال بصورته الحالية، مع اعتقاد المؤرخين بأن سكان شمال الجزيرة العربية قد ارتدوه أوائل القرن الثامن عشر بحسب الرسومات التاريخية القديمة.
ومن عادة العرب حاليا رمي أو خلع الشماغ والعقال للتعبير عن إعجاب أو حماس، ويفعل السعوديون الشيء نفسه لمآرب كثيرة، من بين التقاليد الاحتفال بهما أثناء تأدية رقصة شعبية، وأحيانا لقبول شفاعة أو حل قضية، وفي بعض الأحيان كأداة مساعدة للشكر أو الضرب.
في الثمانينيات كانت الجماهير السعودية تحرص على ارتداء الزي الرسمي كاملا خاصةً سكان مدينة الرياض، وبالعودة إلى الثمانينيات ستجد أن أشمغة وعقل النصراويين تتطاير في مدرجات ملعب الصائغ حينما يسجل ماجد عبدالله في مرمى الهلال، والشيء نفسه يحدث في مدرجات الهلال بملعب الملز عندما ينجح سامي الجابر في التسجيل.
وأظهرت كاميرات التلفاز الموسم الجاري احتفال رؤساء الأندية عبر رمي الشماغ والعقال خاصة مع تسجيل الأهداف الحاسمة في مرمى الفريق المنافس، فيما ترتفع وتنخفض حماسة الرئيس بقدر أهمية الخصم ومدى تأثيره.
وأدخل الهلال ومدربه البرتغالي خيسوس السعادة إلى قلب رئيس النادي أربع مرات، ولكن الأمير محمد بن فيصل لم يخلع عقاله وشماغه إلا حينما أحرز المهاجم الفرنسي بافيتيمبي غوميز هدفا رائعا بطريقة «آكروباتية» عند الدقيقة 55 من مباراة الاتفاق يوم الثلاثاء.
وتفنن رئيس الأهلي ماجد النفيعي في إبداء مشاعره وفرحته بهدف السوري عمر السومة على فريق النصر، حيث ظهر عاريا الرأس في منصة ملعب الملز بعدما خلع شماغه وعقاله نكاية باحتفال رئيس النصر وأصدقائه بهدف ملغي للمغربي عبد الرزاق حمد الله قبل نهاية المباراة بعشرين دقيقة.
واجه المنتخب السعودي منتخب إيران على ملعب خليفة بالدوحة أواخر عام 1993، وقتها كان الفوز الفرصة الوحيدة لبلوغ كأس العالم، وريثما سجّل سامي الجابر وفهد المهلل ومنصور الموسى وحمزة إدريس أهداف الفوز، كانت أشمغة وعقل المشجعين آنذاك تعانق السماء فرحا ببلوغ المونديال الأميركي.
يظلّ احتفال الأمير فيصل بن تركي الأبرز خلال آخر 10 سنوات، حيث يترك مقعده في دكة بدلاء النصر ويمشي خطوتين إلى الأمام ثم يقفز رافعا يده اليمنى إلى السماء، في المقابل لا ينسى الهلاليون «عكّاز» الأمير عبد الرحمن بن مساعد بعد كل هدف آسيوي أزرق.