|


بدر السعيد
هل سنستورد المزيد من الضجيج ؟
2018-11-11
على الرغم من التحركات التي قادتها الهيئة العامة للرياضة للحد من الانفلات في الطرح الإعلامي الرياضي.. وعلى الرغم من إنشاء اتحاد مختص بالإعلام الرياضي كجهة نظامية معتمدة.. إلا أن إعلامنا الرياضي لا يزال يعاني من تبعات موجات التعصب السابقة التي لا تزال آثارها تحضر وتغيب من حين لآخر على لسان بعض أفراد إعلامنا الرياضي وأقلامهم.. وهذا بالطبع لا يلغي الاعتراف بأن الحراك التصحيحي مؤخراً ساهم في تقليل عدد التجاوزات والإساءات، لكنه لم يحد منها بالشكل المأمول.
وهكذا هي البدايات تحتاج إلى وقت طويل حتى يكتمل شكلها النهائي والمتمثل في إصدار نظام "معتمد ومعلن وشامل ومفصل" للإعلام الرياضي السعودي بكافة جوانبه التطبيقية.. ومن هنا حتى ذلك الحين فإننا سنستمر في مشاهدة بعض التجاوزات للأسف..!
فإذا كانت هذه التجاوزات والمهاترات لا تزال حاضرة في غياب مشاركة أي شقيق خليجي في دورينا؛ فكيف سيكون حجمها وقد تواجد بيننا من يمثلهم..؟ هل ضعفت ذاكرتنا إلى هذه الدرجة فنسينا ما مضى من مشاحنات إعلامية خليجية "رياضية"، كادت تعصف بالكثير من الود والألفة بيننا كأشقاء.. وبالطبع حديثي هذا لا يلغي تأييدي وقناعتي بالمبررات القانونية والفنية الأكثر منطقية التي لا تؤيد مشاركة فرق غير سعودية في دورينا..
ما دفعني لطرح هذا الموضوع في هذا التوقيت بالذات، هو مشاهدة مقطع حديث للمذيع الكويتي "عبدالعزيز عطية" أثناء حوار في برنامجه يخص المنافسات الكروية السعودية، حيث أشار فيه دون تردد إلى فرضية إغراء الحكم الأجنبي بالمال، وهذا بحد ذاته إسقاط واضح فاضح وتمرير لفكر المؤامرة والفساد في الرياضة..!
كان طرح الشقيق الكويتي "مثالاً حياً" رغم عدم وجود من يمثله في دورينا.. فكيف سيكون الطرح حين يكون ممثلهم جزءًا من منافساتنا..؟ كيف سيحاسب على طرحه..؟ وفق أي نظام..؟ وتحت أي سلطة..؟
فليبق الخليجي كما كان ساكناً في قلوبناً أخاً وشقيقاً تربطنا به وثائق أقوى بكثير من الرياضة التي لا تعدو كونها قطرة في بحر وحدة الدين والثقافة والمصير التي صنعت وحدتنا والتفافنا حول بعضنا.. فليبق الخليجي في قلوبنا بعيداً عن زيادة فرص المشاحنة واحتمالات الخلاف الذي دائما ما تصنعه النقاشات الرياضية في بيئتنا وبطريقة ساخنة ومحتقنة، وهذه حقيقة لا يمكن تهميشها أو تجاهلها.. ولنصحح أخطاء إعلامنا الرياضي المحلي قبل أن نستورد المزيد من الضجيج!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.