|


سعد المهدي
انتقد المدرب.. لكن لا تطرده
2018-11-11
إقالة المدرب لتصحيح أوضاع الفريق الذي تدنت مستوياته الفنية ومعها نتائج المباريات، تتفق فيها جميع الأندية أو المنتخبات، لكن ما الخطأ والصواب في مثل هذا الإجراء الذي يصفه بعضهم بأنه شر لا بد منه؟
لنبدأ بطرح سؤال بأثر رجعي على إدارة أي نادٍ أنهى اختيار المدير الفني، وليكن السؤال بديهيًّا: لماذا تم اختيار هذا المدرب؟ وما مدى ثقتكم في نجاحه مع الفريق؟ سيأتي الرد تقليديًّا، إنه الأنسب للفريق بعد أن درسنا سيرته الذاتية وأسلوبه ومنهجيته.
أما لو تم طرح السؤال على ذات المصدر، بعد إنهاء العلاقة مع نفس المدرب بعد جولة أو عشر، فإن الرد سيتلخص في: "ما هو شغلك"، إذ لا يمكن لمن هيأ كل مبررات إبرام العقد، أن يجاهر بأنه إنما لم يكن يعلم لماذا تعاقد مع هذا المدرب، ولا ما الذي دعاه لإلغاء العقد؛ لأنه في الأولى، كان يعمل مزهوًّا بموقعه، يقدم الهبات دون تحرٍّ أو حرص أو حتى فهم، أما في الثانية فهو في حالة دفاع عن النفس وهروب إلى الأمام!
في الموسم الحالي هيّئت الفرصة لجميع أندية دوري المحترفين، لاختيار مدربين على قاعدة واسعة بفضل الإسناد المالي، وهذا يمكن الجميع من المفاضلة والتروي ودراسة كل الخيارات، لأن ذلك يعني أن كل ناد سيرتبط مع المدرب الأنسب، والذي يمكن له أن يصل معه بأفضل عمل ممكن، لكن الجولة الثامنة من أصل ثلاثين جولة أطاحت برؤوس خمسة مدربين!
الأرجنتيني رامون دياز "الاتحاد"، والأوروجوياني دانيال كارينو "النصر"، أسوأ حالة إقصاء من بين من طالتهم الإقاله، لأنهما كانا كتابين مفتوحين، ولأن السؤال عن لماذا تعاقد معهما الاتحاد والنصر، سيكون غريبًا وفي غير محله، فما حال السؤال المستجد: لماذا تمت إقالتهما؟
يمكن إقالة المدرب في حالات لا مفر منها، لكن ليس من بينها نتائج جولات ثلاث أو أكثر؛ لأن ذلك يعني وكأن المدرب الذي بدأ العمل مع الفريق شخص آخر انتحل شخصية من بحثت عنه الإدارة وسعت للتعاقد معه.. من حق الكل انتقاد عمل المدرب بعد أو قبل كل مباراة، ولمن يملك الصلاحية أن يتناقش معه سعيًا للتصحيح وتصويب الأخطاء إن وجدت، تمامًا مثل ما يحدث مع اللاعب أو الحكم، إن المصلحة العليا في ذلك وليس في طرده!