|


طلال الحمود
«حوبة» المرداسي
2018-11-11
حين تتعرض الأندية الكبيرة إلى أزمات تبعدها عن تحقيق الفوز، يبدأ أصحاب الخيال الواسع بنسج الحكايات وترويجها عن "الحوبة"، والقوى الخارقة التي جعلت هذا النادي يدفع ثمن خطايا ارتكبها مسؤولون سابقون قبل عشرات السنين.
وكثيراً ما طارد نحس مارادونا الأهلي وأحبط عمله بحسب أصحاب الرواية، وتقول الأسطورة إن زيارة المارد الأرجنتيني إلى جدة عام 1988 نزعت البركة عن الأهلي ومارادونا، وتروي الأسطورة الشعبية أن الأهلي لم تقم له قائمة منذ تلك الحادثة بسبب النحس الذي أصابه، حتى بات الناس يصدقون نحس مارادونا، برغم أن الأهلي حقق بطولات محلية وعربية وخليجية خلال فترة الـ"حوبة"!.
وتجود الأساطير الشعبية بالمزيد عن النكسة التي حلت بالنصر ومنعته من تحقيق بطولة الدوري، وكثيراً ما تداول البسطاء روايات عن دموع علي يزيد، وعن السحر الأسود المعمول من جماجم المظلومين وعظام قدامى اللاعبين، حتى أصبح من الممكن إصدار هذه الروايات في مجموعة قصصية وتمويل النادي من عائداتها، لولا أن النصر قطع فيلم الرعب هذا وحقق بطولة الدوري مرتين متواليتين!
وجاء الإصدار الجديد هذه السنة بمجموعة قصصية تتحدث عن "حوبة" المرداسي التي تطارد الاتحاد؛ من أجل أن تخفس به الأرض ليجوب العالم السفلي بلا أذنين ولا عينين؛ تكفيراً عن خطيئته بحق الحكم، ويبدو أن الأساطير الشعبية التي ستروى عن "حوبة" المرداسي ستأخذ مكاناً في صدر المكتبة، خاصة أن لاعبي الاتحاد وبعض جماهيره باتوا يصدقون هذه الأسطورة، حتى أصبحوا يتمنون تبرئة المرداسي وتنقيته من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، علماً أن المسؤولين مباشرة عن اتهام المرداسي بالرشوة يعيشون في أفضل حال، بل إن هيئة الرياضة المسؤولة عن تقديم الحكم إلى النيابة العامة، أصبحت تعيش أفضل أيامها وتحقق إنجازات لم يسبق تحقيقها!.
قضية المرداسي أمر لا شأن للاتحاد به، خاصة أن الإدانة جاءت من أجهزة الدولة المختصة، وفي حال الإصرار على وجود "حوبة" تطارد الاتحاد، فالأقرب أنها "حوبة" وجود "التحفة" كارليتو ورفاقه في الفريق، خاصة أن ما يحدث للاتحاد يوازي ما أصابه أيام "سيكو بمبا" وزميله "ماغباي"، والأقرب أيضاً أنها "حوبة" سوء التدبير وقلة الخبرة من مسؤولي نادي الاتحاد الذين بحثوا أسباب فشل الفريق ووضعوا كل الاحتمالات، إلا احتمال أن يكونوا المتسببين في هذه الحال البائسة التي تحولت إلى أسطورة شعبية تستحق أن ترويها الجدات للأحفاد قبل النوم!.