|


د.تركي العواد
متى تحمل الجماهير رقم 2؟
2018-11-14
من بين كل المراكز في كرة القدم أجد أن الظهير "الأيمن أو الأيسر" مركز مظلوم، فهذا المركز رغم صعوبته إلا أنه لا يحظى بالتقدير الذي يستحقه من الجماهير والمتابعين.
فلا نتذكر الظهير إلا عندما يُسجل في مرمى فريقه هدفًا من جهته أو يتلاعب به جناح فنان، حتى عندما يخرج الظهير بكل اجتهاد في هجمة ويعكس عرضية رائعة، فإننا نركز على المهاجم الذي سجل الهدف أو أضاع الهجمة، ونتجاوز بسرعة البرق الظهير الذي ركض لأكثر من 50 مترًا إلى أن وصل إلى خط مرمى الخصم، لا يلتفت الظهير لأحد ولا ينتظر تصفيق الجماهير، بل يعود بالسرعة والحماس نفسهما ليغطي منطقته وإنقاذ فريقه من الهجمة المرتدة.
لحسن الحظ أصبحت الكرة الحديثة أكثر عدلاً مع الأظهرة؛ ما جعلهم أكثر بروزًا وفاعلية في تسجيل الأهداف التي تجلب الشهرة والنجومية للاعب. في كأس العالم كانت للأظهرة بصمة واضحة جعلت محبي هذا المركز يتفاءلون بأن نجوم الظل السابقين سيستمتعون بدفء بالأضواء التي يستحقونها، حيث أصبح الظهير يصل إلى مرمى الخصم من خلال وجوده على خط منطقة الجزاء بانتظار أي كرة عرضية من الجهة المعاكسة.
أجمل هدف في كأس العالم سجله ظهير منتخب فرنسا بنيامين بافارد من خارج منطقة الجزاء بتسديدة رائعة، لم يكن هدفًا جميلاً وحسب بل هدفًا أعاد فرنسا للمباراة أمام الأرجنتين بعد أن كانت متأخرة، ما ميّز الهدف ليس فقط أن الذي سجله ظهير، ولكنَّ الذي صنع الهدف كان الظهير الأيسر لوكاس هيرنانديز.
من الأهداف الرائعة أيضًا هدف كيران تريبير، الظهير الأيمن للمنتخب الإنجليزي، في كرواتيا في نصف نهائي كأس العالم، لم يشتهر صاحب القميص رقم 2 فقط بسبب هذا الهدف بل أيضًا بطريقته في تنفيذ الكرات الثابتة، الكثير شبهوا طريقة تريبير في تنفيذ الكرات الثابتة بالنجم الأسطوري ديفيد بيكهام.
في ملاعبنا يوجد عدد من الأظهرة الرائعين الذين أتمنى أن يتحلوا بالجراءة على المرمى، فالظهير لا ينتبه له أحد لأنه قادم من بعيد، خصوصا إذا كانت الكرة في الجهة الأخرى. الظهير الذي يطوّر قدرته على التسديد على المرمى سيجد نفسه في كل مباراة أمام فرصة محققة للتسديد دون مضايقة.
أتمنى أن يحظى الأظهرة بالنجومية التي يستحقونها وأتمنى أن أجد الجماهير تحمل الرقمين 2 و13.