|


بدر السعيد
قالت لي الجولات التسع؟
2018-11-17
في صيفنا الماضي ظهرت صورة الإعداد المكثف للموسم الكروي بشكل مختلف عن سابقيه.. صيف ساخن بكل تغييراته التي انطلقت منذ منتصف الموسم السابق على مستوى رؤساء الأندية، مروراً بسداد ديون الأندية.
وانتهاء بالضخ المالي الكبير لجلب قطع الشطرنج على حلبة الدوري.. وبعد اكتمال الإعدادات والاستقطابات واكتمال عقد الأجانب والمدربين، تم إطلاق اسم سيدي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ليكون عنواناً للدوري الاستثنائي.
وبعد ترقب وشغف انطلق الدوري بكل ما فيه من إثارة وندية واهتمام.. تسارعت جولاته حتى وصلنا إلى التاسعة بتوقيت الدوري.. وحين عدت بذاكرتي القريبة إلى تلك الجولات التسع، وجدت نفسي أمام مشهد اختلطت فيه مشاعري.. ففي الوقت الذي سعدت فيه بالكثير من الإضافات النوعية لمدخلات المنافسات المحلية، إلا أنني أتحسر على تكرار بعض الأخطاء البدائية.. والسكوت على استمرار بعض الفوضى التي قد تعكر صفو جمال منافساتنا وقيمتها..!
في الجولات التسع.. حضرت الإثارة الفنية والمنافسات القوية داخل الميدان، وارتفعت فيه درجة الأداء لكثير من الفرق.. وبات من المستحيل التسليم بنتيجة أي لقاء في الدوري.. وفي المقابل حضرت الإثارة "المصطنعة" خارج الميدان، لكنها قوبلت بالرفض وعدم القبول لتسجل أولى حالات الفشل في الدوري للأسف..!!
في الجولات التسع.. حضر التحكيم الأجنبي بشكل أضاف الكثير من الضبط والاتزان.. كما كان لتقنية VAR هي الأخرى حضورها اللافت المؤثر في فرض المزيد من العدالة وحفظ الحقوق.. وفي المقابل حضرت الأصوات الرافضة لهذا النموذج الأكثر عدالة.. وكأنها بذلك تطالب بالعودة إلى زمن كثرت فيه الأخطاء التحكيمية، وغيرت بعض صافراته اتجاه لقب هنا ونتيجة هناك.
في الجولات التسع.. ارتفعت نسبة الحضور الجماهيري بشكل لافت.. وبات للمدرج جمال يدفع للحضور والمشاركة.. تحسن أسلوب الحصول على التذكرة والمقعد.. أضيفت الجوائز المحفزة.. وغيرها من عوامل الجذب التي لم تصل إلى منتهى طموحنا، لكنها أضافت قيمة لا يمكن تجاهلها.
في الجولات التسع.. كانت معظم المؤشرات "داخل الملعب" تشير إلى أن كرتنا تطورت فنيًّا.. إلا أن مؤشرات الأداء "خارج الملعب" كانت محبطة، إذ إن إدارة هذه القيمة الرياضية تستحق أكثر بكثير مما يمارسه اتحادنا الكروي من تخبط في إدارة أهم منتج رياضي سعودي في السوق.. حيث ظهر اتحادنا الوطني بشكل مقلق ومثير للشفقة في أحيان، وللضحك في أحيان أخرى!!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.