الأمر لا يزال غامضًا بالنسبة لي. أحاول فقط التقاط طرف خيط!. أحاول ما هو أقلّ: تجريب ما إذا كان هناك خيط أصلًا!.
ـ أتحدث عن شعوري، الذي يبدو أنه يتجه للتقدم نحو خانة أوثق من مجرد الشعور، بأنّ الكتابة عامّة، والشعر بشكل خاص ومُرَكَّز، يحمل في داخله لُغتين، وأنّ إحداهما خادعة!.
ـ أتحدث عن الشعر الذي نُصفِّق له ونطرب، وبالكاد أتلمّس الطريق: هناك شعر، يحمل لغة متدفِّقة سيَّالة، فاتنة الرّشاقة، لكنها محدودة بوقت!. لغة، تتضافر أسباب كثيرة، لجعلها الأكثر قبولًا، والأقدر تعبيرًا عن خلجاتها، حتى نظن أنّ أصحابها تفوقوا على كل من قبلهم، أو أنهم تساووا مع العباقرة الخالدين!.
ـ و"نظن" هذه لا تحتضن المتثائبين والأقل دراية بالشعر فحسب، لكنها تحتضن أيضًا، وبقوّة، حضراتكم وصاحبكم!، نحن الذين نظن أننا على مقربةٍ من الأسرار، ونمتلك حرفية خبراء الذهب بدقائق النمنمات!. مع ذلك نغفل عن محدوديّة الوقت الذي يمتلك فيه هذا النوع من الشعر الطاقة الكافية لإبقائه حيًّا!.
ـ لا أتحدث عن اللغة بمعنى المفردات فقط، أتحدث عن الرِّتْم والإيقاع والدّوِيّ!. عن سريان النَّفَس في البيت وعن روح القفلة!. عن زاوية الرؤية وطريقة صيد المعنى، وعن نوعية الطيور المصطادَة!. عن المطالع وعن التّتمّة!. ولا بأس أن يأخذ التهويم مداه الأبعد: عن حروف العِلّة، وعن وفرة أو شح استعمالها في الكلمات، وبالذات في الكلمة الأخيرة من المقطع!.
ـ يخدعنا الشعر، وهو يخدع حتى كتّابه وقائليه، يوهمهم بفخر داخلي كاذب يمنحهم أُبّهةً وغطرسةً حقيقية!، ويوهمنا بأنهم على حق، وأنّ أشعارهم لن تبيد!. مما يسهل معه القول: فلان متنبّي عصره، وفلان نواسيّ زمنه، وفلان وريث أبوتمّام الأكثر شرعيةً، وهكذا!.
ـ يمر وقت، وقت طويل نسبيًّا، لنحسب مبدئيًا 25 عامًا، فتتكشف أمور: يتطاير كثير من فتنة تلك الأشعار في الهباء!. وإنني أتحدث عن شعراء عِظام، بأسماء مدويّة، وسأكتب بالمجازفة كلها: نزار ودنقل ودرويش!. موسيقى درويش، مثلًا: فُتح صندوق أسرارها بما أخفت الوهج!، أخفتَهُ كثيرًا!.
ـ يبدو أنني أمسكت بخيط، سيتحوّل إلى مشنقةٍ تهدد عنقي!.
ـ الأكيد أن لغة طرفة بن العبد، "اللغة بمعناها الذي ذكرته قبل قليل"، لغة خالدة، لا تتبع نكهة عصر ما، ولا مزاج وقت محدد، ولا ظروف وطبيعة زمن بعينه!.
ـ يبدو أن الكتابة الجيدة، بحاجة إلى زمن طويل للحكم عليها، زمن يتجاوز زمنها بخمسة أزمان على الأقل!.
ـ فن الأداء في التمثيل يُقرِّب الصورة أكثر، لكل زمن إيقاعه المقبول والمحبب في الأداء، وقلّة قليلة من أصحاب الأداء العبقري ينجحون في الخلود!. أظن أنني لو بدأت المقالة من هذه النقطة لقلّلت من احتمالية فشلي بإيصال المبتغى، لكنني للأسف لم أخطر على بال هذه الفكرة إلّا في هذه اللحظة الأخيرة!.
ـ أتحدث عن شعوري، الذي يبدو أنه يتجه للتقدم نحو خانة أوثق من مجرد الشعور، بأنّ الكتابة عامّة، والشعر بشكل خاص ومُرَكَّز، يحمل في داخله لُغتين، وأنّ إحداهما خادعة!.
ـ أتحدث عن الشعر الذي نُصفِّق له ونطرب، وبالكاد أتلمّس الطريق: هناك شعر، يحمل لغة متدفِّقة سيَّالة، فاتنة الرّشاقة، لكنها محدودة بوقت!. لغة، تتضافر أسباب كثيرة، لجعلها الأكثر قبولًا، والأقدر تعبيرًا عن خلجاتها، حتى نظن أنّ أصحابها تفوقوا على كل من قبلهم، أو أنهم تساووا مع العباقرة الخالدين!.
ـ و"نظن" هذه لا تحتضن المتثائبين والأقل دراية بالشعر فحسب، لكنها تحتضن أيضًا، وبقوّة، حضراتكم وصاحبكم!، نحن الذين نظن أننا على مقربةٍ من الأسرار، ونمتلك حرفية خبراء الذهب بدقائق النمنمات!. مع ذلك نغفل عن محدوديّة الوقت الذي يمتلك فيه هذا النوع من الشعر الطاقة الكافية لإبقائه حيًّا!.
ـ لا أتحدث عن اللغة بمعنى المفردات فقط، أتحدث عن الرِّتْم والإيقاع والدّوِيّ!. عن سريان النَّفَس في البيت وعن روح القفلة!. عن زاوية الرؤية وطريقة صيد المعنى، وعن نوعية الطيور المصطادَة!. عن المطالع وعن التّتمّة!. ولا بأس أن يأخذ التهويم مداه الأبعد: عن حروف العِلّة، وعن وفرة أو شح استعمالها في الكلمات، وبالذات في الكلمة الأخيرة من المقطع!.
ـ يخدعنا الشعر، وهو يخدع حتى كتّابه وقائليه، يوهمهم بفخر داخلي كاذب يمنحهم أُبّهةً وغطرسةً حقيقية!، ويوهمنا بأنهم على حق، وأنّ أشعارهم لن تبيد!. مما يسهل معه القول: فلان متنبّي عصره، وفلان نواسيّ زمنه، وفلان وريث أبوتمّام الأكثر شرعيةً، وهكذا!.
ـ يمر وقت، وقت طويل نسبيًّا، لنحسب مبدئيًا 25 عامًا، فتتكشف أمور: يتطاير كثير من فتنة تلك الأشعار في الهباء!. وإنني أتحدث عن شعراء عِظام، بأسماء مدويّة، وسأكتب بالمجازفة كلها: نزار ودنقل ودرويش!. موسيقى درويش، مثلًا: فُتح صندوق أسرارها بما أخفت الوهج!، أخفتَهُ كثيرًا!.
ـ يبدو أنني أمسكت بخيط، سيتحوّل إلى مشنقةٍ تهدد عنقي!.
ـ الأكيد أن لغة طرفة بن العبد، "اللغة بمعناها الذي ذكرته قبل قليل"، لغة خالدة، لا تتبع نكهة عصر ما، ولا مزاج وقت محدد، ولا ظروف وطبيعة زمن بعينه!.
ـ يبدو أن الكتابة الجيدة، بحاجة إلى زمن طويل للحكم عليها، زمن يتجاوز زمنها بخمسة أزمان على الأقل!.
ـ فن الأداء في التمثيل يُقرِّب الصورة أكثر، لكل زمن إيقاعه المقبول والمحبب في الأداء، وقلّة قليلة من أصحاب الأداء العبقري ينجحون في الخلود!. أظن أنني لو بدأت المقالة من هذه النقطة لقلّلت من احتمالية فشلي بإيصال المبتغى، لكنني للأسف لم أخطر على بال هذه الفكرة إلّا في هذه اللحظة الأخيرة!.