|


د.تركي العواد
محمد صلاح الجديد
2018-11-21
نطمح دوماً إلى مشاهدة الدوري الإنجليزي أو الإسباني أو دوري أبطال أوروبا بعيون مختلفة.. بشكل يجعلنا نتسمر أمام الشاشة لأن لاعباً سعودياً يقود فريقه ويؤثر على نتائجه. المنتخب السعودي تحت 19 عاماً الذي حقق للتو كأس آسيا أملنا ومصباحنا السحري في رحلة الاحتراف الخارجي. موهبتهم تفرض علينا أن نغير خططنا ونرمي كل أوراقنا ونراهن على هذا الفريق لتحقيق حلم الاحتراف الذي يسكننا منذ عرفنا كرة القدم.
تركي العمار أفضل لاعب في كأس آسيا للشباب قادر على اللعب في أوروبا متى ما دعمناه وسهلنا مهمته في خوض التجربة دون عراقيل ودون إغرائه بالاستمرار في الدوري المحلي الذي لن يضيف له الكثير.
أعجبني حديثه للإعلام بعد انضمامه إلى المنتخب الأول والذي ركز فيه على اهتمامه بصحته وأكله ونومه. ذكر "أهمية المحافظة على النفس والتعامل باحترافية داخل الملعب وخارجه". هذا الكلام لا يصدر إلا من لاعب لديه الطموح للاحتراف الخارجي.
إذا ما صحت الأخبار التي ربطت تركي بنادي نانت الفرنسي خلال الانتقالات الشتوية المقبلة فإننا أمام لحظة تاريخية ليس للعمار فقط بل للكرة السعودية. نجاح التجربة الاحترافية بحاجة إلى لاعب واحد فقط والبقية تتبع ليصبح لدينا عشرات اللاعبين المحترفين في أوروبا.
تركي قادر على النجاح فلديه الموهبة الخارقة ويملك نضجاً لم أشاهده في لاعب سعودي من قبل. كما أنه يتميز بالثقة في النفس وروح المبادرة. أتمنى من نادي الشباب ورئيسه الرائع خالد البلطان دعم احتراف العمار والمساهمة في نقل الكرة السعودية إلى مرحلة جديدة. أتمنى ألا أرى تركي العمار في الدوري السعودي الموسم المقبل لأني على يقين بأن مستواه سيتوقف عند سقف معين إذا استمر هنا.
مباراة المنتخبين المصري والتونسي "الأسبوع الماضي" التي حسمها محمد صلاح بهدف خرافي توضح لنا ما يمكن أن يفعله الاحتراف الخارجي باللاعب. لو لم يحترف صلاح في أوروبا لما استطاع أن يسجل هدف الفوز في الدقيقة الأخيرة بكل هدوء ومهارة ودون مبالغة أو تكلف. الهدف سُجل بأعلى معايير الاحترافية. الهدف باختصار "صنع في أوروبا".
أحلم بمنتخب سعودي جل لاعبيه من المحترفين في الخارج. لن نستطيع مجاراة اليابان وكوريا وأستراليا وفريقنا بالكامل صناعة محلية. قد نفوز بحماس في مباراة أو حتى ببطولة ولكننا لن نستطيع الاستمرار ومقاومة من احترفوا صغاراً في القارة العجوز.