الاتحاد.. من سره زمن ساءته أزمان
لكل شيء إذا ما تم نقصان فلا يغر بطيب العيش إنسان هي الأمور كما شاهدتها دول من سره زمن ساءته أزمان.
هذه القصيدة الشهيرة التي رثى بها الشاعر الأندلسي أبو البقاء الرندي بلاده بعد سقوطها، تنطبق على حال الاتحاديين بعد أن ولت أيام الأمجاد وفارقتهم، منذ أمد طويل، وباتت أحوالهم يرثى لها المنافس قبل المحب، واثقلت الأحزان أيامهم بعد أن كانت الأفراح والأمجاد لا تفارقهم.
لم تمر على النادي الجداوي التسعيني أيام وليال كالحة ومظلمة مثل هذه الأيام التي لم يروا فيها الفرح يتسلل إلى قلوبهم من فترة تجاوزت الـ6 أشهر ومنذ انطلاق الموسم الجاري لم يستطع فريقهم أن يحقق أي انتصار في أي مباراة يرسم البسمة على وجوه محبيه وعشاقه، ولو لثوان معدودة أو دقائق، بعد أن أنهكتهم الأحزان وباتت ترافقهم في كل المباريات التي يخوضها فريقهم ويحضرون إلى المدرج في كل مرة وهو يعلمون ومتأكدون أن الانتصار لن يكون حليفهم، ولكن العشق والحب لفريقهم هو من قادهم إلى الوقوف في المدرجات وتحفيز فريقهم لعل وعسى أن يفاجئهم ويسعدهم بتحقيق الانتصار ولو لمرة.
ثمة أمور لا يمكن نسيانها في ذاكرة المحبين والعشاق وإن اختلفت اهتماماتهم ومشاربهم، ولكن اللحظات السعيدة هي التي تنعش ذاكرتهم وتعلي همتهم وتعينهم على تحمل مرارة الأيام الصعبة والأوقات السيئة، ولا يمكن لذاكرة عشاق الاتحاد أن تنسى مظاهر الفرح التي عمت المدينة الساحلية جدة في منتصف العقد الماضي، عندما خضعت القارة الآسيوية بأكملها لسطوة وسيطرة فريقهم، بعد أن مزقت أهدافه جميع فرقها ولم ينجُ الكوريون واليابانيون وأبناء جلدتهم من أبناء الشرق الآسيوي من غضب الاتحاد، حيث توج المارد الأصفر بلقب بطل القارة عامي 2004، 2005، إضافة إلى الكثير من البطولات المحلية التي ملأت خزائن أصفر جدة.
اليوم باتت تلك الذكريات أطلالاً يبكي عليها الاتحاديون، ولم يعد يهمهم سوى أن ينجو فريقهم من شبح الهبوط الذي أصبح قريباً منه.